ذكرت مجلة "تايم"الأمريكية أنه بعد حوالى سبعة أشهر من اعتقال الثوار الليبيين لسيف الإسلام القذافى ،أشعلت الميليشيا التى تحتجزه فى السجن غضبا دوليا من خلال إلقاء القبض على محامية من المحكمة الجنائية الدولية مكلفة بالدفاع عنه للاشتباه فى تورطها فى عملية تجسس. وقالت المجلة - فى سياق تقرير بثته اليوم الاثنين على موقعها الإلكترونى - إن العمل يزيد من الشكوك الخطيرة بشأن حجم السلطات التى تمتلكها الحكومة فى طرابلس على البلاد وكذلك الشكوك حول مصير السجين الأشهر الذى ينتظر محاكمة من أهم محاكمات ثورات الربيع العربى. وأضافت المجلة أن "كتيبة الزنتان"، إحدى الجماعات المسلحة المتعددة (تنتمى لمنطقة الزنتان فى غربى ليبيا) ، التى تستحوذ على السيطرة على المناطق المهمة من ليبيا، ألقت القبض على مليندا تايلور محامية الدفاع المعينة من قبل المحكمة الجنائية الدولية للدفاع عن سيف الإسلام نجل الزعيم الليبى الراحل معمر القذافى، فضلا عن ثلاثة مسئولين آخرين من المحكمة أيضا. وذكرت المجلة أنه عندما مررت تايلور لسيف الإسلام رسالة من أحد أصدقائه المقربين ومعاونيه السابقين محمد اسماعيل، توقف الاجتماع وتم اعتقال فريق الجنائية الدولية. ونقلت المجلة عن اسماعيل خلال مكالمة تليفونية قوله "إن تايلور كانت تحمل رسائل من الأسرة والأصدقاء"..معتبرا أن احتمال إجراء محاكمة سيف الإسلام يعد مهزلة وأن المحكمة ستكون صورية وسيتم إعدامه..ومطالبا بأن يلقى محاكمة عادلة. وقالت المجلة إن هناك قضايا لا تزال على المحك أكبر من حرية تايلور حيث إن اتهام رئيس كتيبة الزنتان "العجمى على أحمد العطيرى" لها يلمس إحدى أكثر القضايا تفجرا فى ليبيا هذه الأيام ، ألا وهى من سيحاكم سيف الإسلام. وأضافت مجلة تايم أنه باعتباره أكثر بقايا دكتاتورية العقيد معمر القذافى التى استمرت 42 عاما أهمية، فإن سيف الإسلام يعد الشخص الوحيد على قيد الحياة ويعد مسئولا عن تفسير أفعال والده ولذلك فهو شاهد حى على عقود من الكبت والغضب بين الليبيين. ولفتت المجلة إلى أن محاكمة نجل القذافى التى تقترب شيئا فشيئا ينظر لها أيضا بين الكثير من الليبيين على أنها ترمز لمن سيكونون المنتفعين الحقيقيين من ثورة العام الماضى الدموية والمتمثلين فى المقاتلين فى الخطوط الأمامية مثل هؤلاء من الزنتان الذين خاضوا معركة حامية لمدة سبعة أشهر ضد قوات القذافى أو سياسيي الحكومة فى طرابلس الذين عاد الكثير منهم من أعوام من المنفى المريح فى الولاياتالمتحدة أو أوروبا. وأشارت المجلة إلى أن تفويض المحكمة الجنائية الدولية يعد مهما بالنسبة للغرب حيث إنه كان جزءا من قرار مجلس الأمن الذى أدى إلى حملة قصف من حلف شمال الأطلسى (ناتو) ضد قوات القذافى. ونوهت المجلة إلى أنه بعيدا عن القتال الداخلى بين الأطراف السياسية المتنافسة الليبية، أثار مصير سيف الإسلام أيضا أسئلة أيديولوجية جادة حول ما إذا كانت ليبيا الجديدة ستجسد مفاهيم حقوق الإنسان على الطريقة الغربية خاصة وأن نظام المحاكم لا يزال بوجه عام معطلا وبدلا من ذلك عانى أشخاص لا حصر لهم لأشهر من الاعتقال بسبب سيطرة جماعات الميليشيات المتناحرة.