انطلفت صباح اليوم الثلاثاء في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، مباحثات سلام بين السودان ودولة جنوب السودان، هي الأولى منذ المواجهات العسكرية بينهما حول منطقة "هجليج" النفطية الشهر الماضي، تزامناً مع إعلان الجيش السوداني قراره بالانسحاب من "أبيي" المتنازع عليها ويتصدر الوضع الأمني جدول الأعمال، وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية، العبيد مروح، إن التوصل إلى اتفاق حول القضايا الأمنية يعتبر المدخل لحل بقية القضايا الخلافية. وأعرب مبعوث الأممالمتحدة الخاص للسودان، "هايلي منكيريوس"، عن تفاؤله إزاء النتائج المتوقعة، مؤكدا أن الصراع بين الدولتين يهدد السلم والأمن الدوليين وأضاف أن المحادثات ستركز على خطة "خريطة الطريق" التي وضعها الاتحاد الإفريقي ومن بنودها التي وافق عليها الطرفان، تشكيل آلية لمراقبة الحدود، ووضع أطر عمل لمعالجة قضايا الحدود. وكان الرئيس السوداني عمر البشير أكد في وقت سابق من الشهر الجاري بأنه لا محادثات مع دولة جنوب السودان قبل حل الخلاف القائم حول قضايا الأمن، مشدداً على أن "الأممالمتحدة لا تستطيع أن تفرض على السودان ما لا يريده". ويعود الطرفان مجدداً إلى طاولة المفاوضات لمناقشة استحقاقات اتفاقية عام 2005 التي كان من المقرر عقدها في إبريل لولا اندلاع حرب بين الجانبين في منطقة "هجليج" النفطية. وقد استبق السودان مباحثات أديس أبابا بالإعلان عن نيته سحب قواته من "أبيي" حيث أصر جنوب السودان على أن تسحب الخرطوم قواتها من منطقة أبيي المتنازع عليها، في حين تتهم الأخيرة جارتها بدعم الحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال في النيل الأزرق وجنوب كردفان وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، العقيد الصوارمي خالد سعد، الاثنين، إن الجيش سيسحب جميع قواته من منطقة أبيي المتنازع عليها والتي تقع على الحدود مع جنوب السودان، تنفيذاً لطلب مجلس الأمن الدولي الأخير بالانسحاب.