"جمال محمد السيد مبارك.. افندم موجود".. هذه الكلمات كانت بمثابة الشرارة التى اشعلت فتيل الاشتباكات بالحجارة بين أهالى الشهداء وشباب الثورة من ناحية، وبين أنصار الرئيس السابق حسنى مبارك من ناحية أخرى. بدأت الأحداث مع بداية اليوم مع توافد عشرات من أهالى شهداء ثورة 25 يناير ومجموعة من شباب ائتلاف الثورة على أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، وظهر بعد ذلك ثلاثة أتوبيسات تحمل مؤيدى الرئيس السابق حسنى مبارك إلى مقر الأكاديمية لحضور فعاليات الجلسة الثانية لمحاكمة الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وبدأ الأمر منظماً بعض الشيء من قبل قوات الأمن المركزى المتواجدة لتأمين المكان من خلال الفصل بين المؤيدين وأهالى الشهداء. لكن من اللافت للنظر تواجد العديد من الكتل الحجرية الصغيرة على الأرض، مما أثار فى نفس البعض أنه هناك معركة بالحجارة لا مفر من ذلك. وبدات المناوشات بالألفاظ بين الطرفين، حيث لم يجد مؤيدو مبارك ومعارضوه مفراً من التعبير عن مشاعرهم المختلفة، الأمر الذى أدى لصدام بين الطرفين تمثل فى التراشق بالحجارة والألفاظ النابية وتبادل الاتهامات بالخيانة والولاء لدول أخرى. واستمرت الاشتباكات إلى ما يقرب من نصف ساعة تقريباً، شهدت خلالها وقوع حتى الآن 23 مصاباً والتى سارعت سيارات الإسعاف إلى معالجتهم. ولكن سرعان ما تمكنت قوات الشرطة الموجودة بموقع الحدث من السيطرة على الوضع فى المنطقة المحيطة بمحكمة الرئيس السابق، وقامت بفصل كلا الفريقين عن الآخر، بعد أن كثفت من تواجده وكونت جداراً أمنياً ليحول دون وصول أى الطرفيين للآخر. هدأت الأمور بعد ذلك فور إعلان المستشار أحمد رفعت رئيس المحكمة رفع الجلسة مؤقتاً للمداولة، لكن يبدو أن بعض الشباب لم يكن يريدون الاستراحة، حيق قام عدد من أنصار الرئيس السابق بتوجيه السباب إلى أهالى الشهداء لمحاولة استفزازهم من خلال بعض الإشارات والألفاظ، الأمر الذى ترتب عليه تدخل بعض رجال الشرطة لمحاولة تهدئة المتواجدين حتى لا تتجدد الاشتباكات بين الطرفين مرة أخرى. وسادت حالة من الرضا بين أهالى الشهداء والمصابين، بشأن أسلوب وإدارة محاكمة الرئيس السابق، مؤكدين على أن مثول رموز النظام السابق أمام المحكمة وداخل قفص الاتهام كان بمثابة انتصار لثورة 25 يناير. وبذلك يكون قد انتهى المشهد الثانى من محاكمات الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وعدد من رموز نظامه الفاسد.