قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية فى تقرير لها عن الأحداث التى تشهدها الساحة المصرية من تطورات أن الإسلاميين يحاولون الاتحاد خلال الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة المصرية لمواجهة العلمانيين. وقالت الصحيفة إنه من المفارقات التى شهدتها الانتخابات المصرية أن مستقبل "محمد مرسي" – إن كان الفائز – مرتبط بشكل كبير على أهداف المرشح الذي لم يستطع الفوز والصعود للمرحلة الثانية "عبدالمنعم أبوالفتوح". وأشارت الصحيفة الإسرائيلية الى أن "مرسي" فى حاجة لدعم الإسلاميين، خاصة الذين دعموا "أبوالفتوح". لكن وفقا ل "هاآرتس" فإن مشكلة "مرسي" أن جماعة "الإخوان المسلمين" هى من قرر إبعاد "أبوالفتوح" عن صفوفها بعد إعلانه خوضه انتخابات الرئاسة، وهو ما تعارض مع موقف الجماعة بتقدمها للانتخابات الرئاسية وليس البرلمانية فقط كما إدعت. وأضافت الصحيفة أن "أبوالفتوح" لديه تأييد كبير من إسلاميين وليبراليين، لكنه فى نهاية الأمر حصل على المركز الرابع فى الإنتخابات، وأن العداء بين الإخوان و"أبوالفتوح" سيكون أحد العوامل الرئيسية فى حسم نتائج الإنتخابات. لذلك فإن الإخوان المسلمين سيقومون بمحاولات لمصالحة "أبوالفتوح" خلال الأيام القادمة، فقد تبقي فقط ثلاثة أسابيع على جولة الثانية من الإنتخابات، ويحتاج الإخوان لتركيز تنافسهم ضد معسكر "أحمد شفيق"، وهو ليس الأمر السهل كما هو متوقع. فالإخوان يحتاجون لكل صوت خلال ما يحاولون بوصفه ب"معركة إنقاذ الثورة". وأوضحت أن الفتوح حتى الآن رفض تلبية نداءات الإخوان وتوددهم، وأن "مرسي" يحاول إقناع ممثلى الأحزاب للوحدة تحت قيادته، لكن "أبوالفتوح" رفض الحضور أو إرسال ممثليه. وبحسب "هاآرتس" فإن إبعاد "أبوالفتوح" من صفوف الإخوان ترك على ما يبدو مرارة بين المعسكرين. وأكدت على الصدام العنيف بين "الإخوان" وبين معسكر "أبوالفتوح"، لكن القلق الأكبر من احتمالية الدخول فى صدام عنيف بين الإسلاميين من جانب وبين بقايا النظام والعلمانيين من جانب آخر. من جهة أخري أكدت أن التحدى القادم للمرشح "أحمد شفيق" هو إقناع المصريين بأنه لم يكن جزءًا من النظام القديم، وأن يستقطب أصوات العلمانيين والأقباط، خاصة بعد الاتهامات التى وجهت إليه عقب وصوله للجولة الثانية من الانتخابات وأنه مؤامرة على المصريين.