اتفقت ايران والقوى الكبرى على الاجتماع مجددًا الشهر المقبل لمحاولة تخفيف حدة الأزمة الطويلة بسبب البرنامج النووي الايراني على الرغم من عدم تحقيق تقدم يذكر في المحادثات التي استضافتها بغداد لحل النقاط الرئيسية المعلقة في نزاعهما. ويأتي في قلب هذا النزاع إصرار طهران على تخصيب اليورانيوم وعلى رفع العقوبات الاقتصادية عنها قبل ان توقف انشطتها النووية التي من الممكن ان تقود إلى امتلاكها القدرة على صنع سلاح نووي. وتصر القوى الغربية على ضرورة ان توقف ايران اولاً عمليات تخصيب اليورانيوم إلى درجة مرتفعة قبل الحديث عن رفع العقوبات. لكن كلا من الجانبين لديه اسباب قوية لعدم التخلي عن سبيل الدبلوماسية. وتريد القوى الكبرى تفادي خطر وقوع حرب جديدة في الشرق الاوسط وهو الخطر الذي اثارته تهديدات اسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لايران بينما تريد طهران تفادي الحظر الغربي الوشيك على صادراتها النفطية. وبعد ان امتدت المناقشات في بغداد إلى ساعة متأخرة من يوم ثان لم يكن مقررا يوم الخميس بين مبعوثين من ايران والقوى الست الكبرى قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ان من الواضح ان الجانبين يريدان إحراز تقدم ويتفقان بشأن بعض الأمور لكن بينهما أيضا خلافات مهمة. وقالت في مؤتمر صحفي في بغداد "سنواصل الاتصالات المكثفة مع الجانب الايراني للتحضير لاجتماع آخر في موسكو". والاجتماع القادم هو الثالث في احدث جولة من المحادثات التي بدأت في اسطنبول الشهر الماضي بعد توقف للجهود الدبلوماسية استمر 15 شهرًا وسوف يعقد في موسكو يومي 18 و19 يونيو. وتقود اشتون المفاوضات من جانب القوى الكبرى التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن وهي بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة بالاضافة إلى ألمانيا. وقال سعيد جليلي كبير المفاوضين الايرانيين وممثل القائد الإيراني الأعلى علي خامنئي "المحادثات كانت مكثفة وطويلة.. كانت مفصلة لكنها لم تحسم".