نقلت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية للأخبار تفاصيل استعدادات مجموعات تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية، داعش، للانتقال إلى منطقة القوقاز، لمحاربة روسيا. وقالت الوكالة أن زعيم داعش أوكل إلى وزير الحرب للدولة الاسلامية "تارخان باتيراشفيلي" والمعروف بين صفوف التنظيم في سورية باسم "عمر الشيشاني" بقيادة "هجوم القوقاز"، واتصل الشيشاني منذ عدة ايام بوالده المقيم في منطقة "وادي بانكيسي"، الفاصل بين الشيشان وجورجيا، وقال له "سنعود قريباً وننتقم من الروس للشيشان ولجورجيا". ولم تعلق السلطاب الروسية، إلا أن وسائل الإعلام الروسية تناقلت الخبر باهتمام وعلى نطاق واسع، وذكرت تصريحات سابقة لسكرتير مجلس الأمن القومي الروسي "نيكولاي باتروشيف" والتي أشار فيها إلى معطيات روسية تفيد بأن عدد مقاتلي داعش يتراوح بين 30 و50 ألفاً، بينهم حوالى ألف روسي غالبيتهم من الشيشان، موضحا أن هؤلاء مثل جميع المقاتلين الأجانب سيشكلون خطراً على بلدانهم بعد عودتهم. أما راي المحللون فانقسم لفريقين، فاعتبر بعضهم أن روسيا لا تواجه خطراً حقيقيا، وأن الأمر مجرد "توظيفاً إعلامياً" لنشاط بعض الشيشانيين في سورية، بينما اعتبر البعض الآخر أن قسم من المقاتلين في صفوف داعش من الشيشانيين يرغب في تصفية حساباته مع إدارة الرئيس الشيشاني "رمضان قاديروف" الموالي لموسكو. ووتساءل الفريق الثاني ما إذا كان هذا التوجه مرتبط برغبة التنظيم في توسيع نشاطها خارج اقليم الشرق الاوسط، خاصة في ضوء التفجير الانتحاري الذي وقع مؤخرا بغروزني، والذي يعد الأول من نوعه منذ فترة طويلة، والذي تزامن مع احتفال مزدوج بيوم المدينة وبعيد ميلاد قاديروف. واعتبر الفريق ذاته أن التفجير قد يكون رسالة إلى داعش تقول بقدرة عناصر متشدّدة في الشيشان على شن هجمات في الجمهورية الشيشانية، وأنها تسعى للحصول على دعم نظيرتهم في داعش. ويعد التدخل الروسي القوي في الوضع السوري أحد حجج المتطرفين للمزيد من توريط موسكو، خاصة في ضوء تكثيف روسيا لإمداداتها للنظام السوري بالتقنيات والخبراء العسكريين والأمنيين. وأعلنت المعارضة السورية أمس عن العثور على منشأة "أمنية - عسكرية" روسيّة في بلدة تل الحارة، قرب درعا التي سيطر عليها مقاتلو "الجيش الحر" قبل أيام، بعد معركة عنيفة مع قوات النظام السوري. ويعدُّ موقع المنشأة العسكرية استراتيجيا، إذ يقع على هضبة مرتفعة تبعد 12 كيلومتراً عن الخط الفاصل بين الأراضي السورية والجانب الإسرائيلي. وأكدت وزارة الدفاع الأميركية من جهتها الخبر مشيرة إلى أن "الروس أسّسوا وأداروا منشأة عسكرية على الحدود مع إسرائيل".