اختتمت الجولة الرابعة من مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، أعمالها مساء أمس الثلاثاء، التي استمرت على مدى يومين بالعاصمة السودانية - الخرطوم - بحضور وزراء المياه في دول حوض النيل الشرقي، مصر والسودان وإثيوبيا، حسام مغازي ومعتز موسى واليمايو تيجنو، بعد التوصل لاتفاق وصفوه ب"المرضي"، والذي نص على تشكيل لجنة وطنية مشتركة، والاستعانة بشركات استشارية دولية لإجراء الدراسات التي أوصت بها لجنة الخبراء الدولية بشأن السد في غضون 6 أشهر. من المقرر أن يقوم الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، برفع تقرير رسمي إلى كل من الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، حول نتائج الجولة. توصيات اتفقت مصر السودان وإثيوبيا على آلية تنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدوليين بشأن سد النهضة الإثيوبي، فيما يتعلق بالدراسات الإضافية بموارد المياه ونموذج محاكاه نظام هيدروكهربائية ودرسات تقييم التأثير البيئي والاجتماعي والاقتصادي على دولتي المصب، والتي ستشارك الدول الثلاث في إعدادها. كما اتفق الوزراء بعد مداولات استمرت لمدة يومين على ما يلي: - التضامن بين الدول الثلاث لإجراء الدراستين الإضافيتين اللتين أوصت بها لجنة الخبراء العالميين، وذلك باستخدام شركة (أو شركات) استشارية دولية. - اعتماد نطاق العمل الخاص بالدراستين حسبما أوصت بها لجنة الخبراء العالمية. - تكوين لجنة من الخبراء الوطنيين من الدول الثلاث تضم أربعة خبراء من كل دولة من الدول الثلاث على أن تتولى اللجنة وضع قواعدها الإجرائية. - اعتماد فترة 6 أشهر لتكون الإطار الزمني لإنجاز الدراستين. زيارة السد سيقوم الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري، والسفير معتز موسي، وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني، بزيارة موقع مشروع سد النهضة الإثيوبي خلال الشهر القادم، بناءً على دعوة من اليمايو تيجنو وزير الري والطاقة الإثيوبي. وزير مصر قال الدكتور حسام مغازى وزير الموارد المائية والري، إنه تم التوقيع على مذكرة المفاوضات بنجاح كبير، وتم الاتفاق على آلية تنفيذ الدراسات حول سد النهضة، حيث ستقوم الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا باختيار المكتب الاستشارى الدولى لضمان عدم تأثير السد على مصر. أضاف أن المفاوضات نجحت والمكتب الدولى سيقوم بعمل الدراسات الخاصة بالسد لعدم تأثيره على مصر والسودان، ولم يتم تحديد موعد الانتهاء من سد النهضة والدراسات هى من ستحد حجم السد، مشيرًا إلى أن النقاط الخلافية فى المفاوضات تم حلها بعد الروح الإيجابية التى سادت المفاوضات بين الدول الثلاث. قال مغازي إنه تم الانتهاء من 80% من النقاط العالقة بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة، مشيرًا إلى أنه سيتم استكمال المفاوضات في بلد جديد. قال إنه سيتم خلال الأسبوعين المقبلين اختيار المكتب الاسشارى الدولى الذي سيتولى إجراء الدراستين اللتين طالبت بهما هيئة الخبراء الدولية بخصوص تأثير سد النهضة على النواحى البيئية والاقتصادية والاجتماعية لدولتى المصب وهما مصر والسودان. أوضح أن الدول الثلاث اتفقت على وضع برنامج عمل اسبوعى لهذا المكتب الاستشاري وعلى أن ينتهى من اعداد الدراستين خلال مدة اقصاها ستة اشهر يقوم بعدها بتقديم نتائج اعماله الى الدول الثلاثة. أضاف أنه من حق المكتب الاستشارى الإطلاع على جميع الدراسات والحصول على كافة المعلومات اللازمة حول بناء سد النهضة الإثيوبى وكذلك الوضع المائى لمجرى النهر. أوضح أنه عند ظهور اى خلاف بين الدول الثلاث يتم اللجوء الى خبراء دوليين سيتم اختيارهم الشهر القادم على أن يتم الاستعانة بهم فقط في حال وقوع خلاف ويتم حسم هذا الخلاف خلال أسبوعين على الأكثر. شدد وزير الرى على اهمية هذه الدراسات بالنسبة لمصر حتى تطمئن على عدم تاثر حصتها من مياه النيل وكذلك على امان السد وعدم الحاقه اى اضرار بمصر والسودان. لفت وزير الري إلى أن تعليمات ومتابعة السيسي لهذا الملف الهام كانت المرجع والقاعدة الأساسية التي تم الاعتماد عليها خلال المفاوضات التي أجراها الوفد المصري على مدى يومين. وزير السودان قال وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني معتز موسى، إن هذا الاتفاق جاء بعد مجهود كبير قامت به الدول الثلاث من أجل الوصول إلى صيغة ترضي الجميع، مشيرًا إلى ضرورة التركيز على المصالح المشتركة، من خلال حسن النية وعدم التفكير التقليدي والخروج بأفكار إبداعية في هذا الشأن. وشدد الوزير السوداني، على ضرورة أن تراجع الدول الثلاث مواقفها بشأن السد، من أجل التوصل لفهم مشترك في إطار روح التعاون، ورؤى للسير للأمام، مشيرًا إلى أن الوقت حان للتوصل لاتفاق بشأن سد النهضة الإثيوبي، وتحقيق التعاون الكامل لدول الحوض. وزير إثيوبيا أكد وزير الطاقة والمياه الإثيوبي ألمايو تيجنو، أن أثيوبيا ليست لديها أي نية أو رغبة لإلحاق الضرر بمصر والسودان، مشيرًا إلى أن هذه الجولة منوط بها تنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدوليين، مؤكدًا التزام الحكومة الإثيوبية كذلك بإنجاج المفاوضات. قال إن تلك الجولة جاءت نتاجا للقرار المشترك للدول الثلاث، بشأن استئناف هذه المباحثات وتنفيذ توصيات خبراء الهيئة الدولية لسد النهضة الإثيوبي. أضاف أن الحكومة الإثيوبية تؤكد بوضوح انضمامها لكل من مصر والسودان في مناقشة موضوع سد النهضة بمنتهى الشفافية.