ذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية اليوم الاثنين أنه منذ أكثر من عام الآن والمسؤولون الألمان ينتقدون الولاياتالمتحدة وإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) على التجسس الأمريكي على الأوروبيين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والآن يتكشف عن أسرار محرجة تظهر أن ألمانيا تنصتت (ولو بالصدفة) على وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الحالي جون كيري بل وتجسست (عمدا) على تركيا. وقالت المجلة إنه عندما جرى في منتصف شهر يوليو اكتشاف تجسس الأمريكيين على ألمانيا من قبل جهاز المخابرات الخارجية الألماني، أمرت الحكومة في برلين أكبر مسؤول لوكالات الاستخبارات المركزية الأمريكية بالرحيل ومغادرة الدولة باعثة برسالة إلى واشنطن أن الأمر لن يمر مرور الكرام لكن لم يمض سوى أسابيع قليلة وأخذ فريق المستشارة الألمانية في التراجع بعدما نشرت صحيفة زود دويتشه تسايتونج تقريرا ذكرت فيه أن جهاز المخابرات الخارجية الألماني حتى ولو كان ذلك عن غير عمد تنصت على محادثة هاتفية لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كلينتون. وأضافت المجلة أن المعلومات التي حصلت عليها شبيجل تشير إلى أن التنصت تجاوز كلينتون ليشمل خليفتها كيري أثناء توسطه في محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين والدول العربية. وقالت المجلة أن مكالمة واحد على الأقل لكيري مسحت من سجلات المخابرات الخارجية الألمانية بناء على تعليمات صدرت لهذه الجهة. وأوضحت المجلة أن جهاز المخابرات الخارجية الألماني اعترض لسنوات المحادثات الهاتفية من محطة الانصات التابعة له في بان إيبلينج في بافاريا وذلك بهدف الحصول على المعلومات بشأن الشبكات الإرهابية، لكن مصادر في المخابرات تقول الآن أن مسؤولين أمريكيين وقعوا في مرمى عمليات التنصت الألمانية أثناء إجراء اتصالات هاتفية من الطائرات، ووصف مسؤولون عمليات التنصت هذه بأنها غير مقصودة وجرت بالصدفة. وبهذه الطريقة تقول المجلة وقعت كلينتون في شرك عمليات التنصت الألمانية في عام 2012، وكان الاتصال بين وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون وأمين عام الأممالمتحدة السابق كوفي عنان، وكان يخدم حينها كمبعوث خاص للجامعة العربية والأممالمتحدة لسوريا، وكان الاتصال تم بعد مغادرة عنان لمفاوضات في روسيا وكان يرغب في إطلاع كلينتون على تفاصيل هذه المفاوضات. وعقب رصد المكالمة دون العاملون في مقر المخابرات الخارجية الألمانية تفاصيلها ومرروها لمسؤولين كبار في الجهاز قاموا بدورهم بإصدار تعليمات بتدمير الأوراق التي دونت فيها المحادثة تفصيلا، وقالت مصادر إن الوثيقة لم يجر تمريرها إلى ميركل. ومضت المجلة تقول أن الشخص الذي كلف بتدمير المكالمة ويدعى ماركوس ار وهو موظف في إدارة مناطق العمليات هو نفس الرجل الذي اتهم حديثا بالعمالة للأمريكيين، وأوضحت المجلة ان ماركوس ار لم يدمر الملف فورا ولكنه إضافه إلى 217 ملفا أخر بعضها ملفات شديدة الحساسية يشتبه في أنه نقلهم وسلمهم إلى الأمريكان، واكتشف المحققون الألمان الوثائق على بطاقة ذاكرة خارجية في منزل ماركوس ار في أوائل شهر يوليو. وقالت دير شبيجل إن الأمريكيين الآن قلبوا الطاولة على الألمان وباتوا يتهمونهم بالنفاق، مشيرة إلى أن هذه القضية وجهت صفعة قوية للعلاقات الألمانية الأمريكية المتضررة بالفعل، وعبر مسؤولون بارزون في الحكومة الألمانية يوم الجمعة عن إحباطهم العميق بشأن القضية، وقالت مصادر في برلين إن مسؤولي الحكومة أمروا بإعداد تقييم شامل بشأن التنصت غير المتعمد من قبل جهاز المخابرات الخارجية الألماني. ومضت المجلة تقول إنها علمت من مصادر أن تركيا كانت هدفا لعمليات التجسس العمد، داخل جهاز المخابرات الخارجية الألماني وهو ما جعل الدولة هدفا رسميا لجهود التجسس .. وأشارت المجلة إلى أن حقيقة استهداف جهاز المخابرات الألماني لدولة حليف بحلف شمال الأطلنطي (ناتو) قد يدمر الجهود الحديثة من قبل الحكومة الألمانية لإصلاح العلاقات ومعالجة التوترات بين برلينوأنقرة . وقالت المجلة إن تركيا استدعت السفير الألماني في أنقرة اليوم للاستفسار عن التقارير بشأن التجسس الألماني على تركيا لكن مصادر من الجانبين قالوا أن المناخ الذي عقد فيه الاجتماع كان وديا، غير أنه وفي وقت لاحق اليوم الاثنين أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانا قالت فيه أن تقارير التجسس لو ثبتت صحتها فهي غير مقبولة على الإطلاق. ودافع مسؤول في الحكومة الألمانية عن تصرفات برلين في صحيفة فرانكفورتر الجماينه زونتاجس تسايتونج حيث قال إن المستشارة الألمانية قالت مرارا منذ فضيحة (ناسا) إن الأصدقاء لا يجب أن يتجسسوا على الأصدقاء لكنه استطرد قائلا " لم نزعم أبدا في الماضي أن مواقفنا تنطبق على كل دول الناتو .. تركيا لا يمكن مقارنتها بالولاياتالمتحدة او حتى بالشركاء الأوروبيين مثل فرنسا وبريطانيا العظمى". وقال المصدر إن ما يحدث في تركيا له وقع فوري على امن المانيا القومي وان المانيا قبل كل شيء موطن لاكبر جالية تركية في اوروبا والعالم حيث يعيش 3 مليون تركي بها. ودافع ساسة المان اخرون اليوم الاثنين عن التجسس على تركيا ومع ذلك فان المسؤولون في برلين ينظرون مليا في كيفية تهدئة شريك تعامله المانيا بنوع من التجاهل وان كان يلعب دورا مهما في الازمة العراقية.