اتفقت إيران والقوى الست على تمديد المفاوضات النووية أربعة أشهر إضافية بعد الاخفاق في الالتزام بموعد نهائي يحل في 20 يوليو تموز للتوصل لاتفاق للحد من أنشطة برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات عنها. ولكن مسؤولين امريكيين حذروا الجمهورية الإسلامية من أن معظم العقوبات ستظل سارية خلال فترة التمديد. وجاء الاعلان في الساعات المبكرة من صباح يوم السبت بعد محادثات استمرت ثلاثة اسابيع في فيينا بين مسؤولين من إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والصين من أجل التوصل لاتفاق. وقال مسؤولون امريكيون للصحفيين انه سيسمح لإيران بالحصول على 2.8 مليار دولار إضافية من أصولها المجمدة خلال فترة المحادثات بعد تمديدها. وقال وزير الخارجية جون كيري في بيان صادر في فيينا يوم السبت " إيران لن تحصل على أموال خلال هذه الشهور الأربعة أكثر مما حصلت عليه خلال الأشهر الستة الماضية والغالبية العظمى من عائداتها النفطية المجمدة ستبقى مجمدة.. سنواصل تطبيق العقوبات التي مازالت سارية بقوة." ومن غير المؤكد ان تسفر المحادثات التي تستمر أربعة أشهر عن اتفاق نهائي اذ لا تزال الخلافات الرئيسية قائمة بعد ست جولات من المفاوضات في العام الجاري.وتخشى الدول الغربية أن برنامج إيران النووي ربما يهدف لتطوير قدرات نووية وتنفي إيران ذلك. وتريد القوى الست أن تقلص إيران برنامج التخصيب النووي إلى حد كبير لضمان عدم انتاج قنابل. وتسعى ايران لرفع العقوبات التي اضرت باقتصادها كثيرا في اسرع وقت ممكن. وقال مسؤول امريكي كبير للصحفيين ان واشنطن اوضحت لمختلف دول العالم أنه لن يتسنى "إجراء معاملات تجارية مع ايران" خلال فترة تمديد المحادثات. وذكر كيري إن ايران وافقت على اتخاذ عدة خطوات مقابل الافراج عن الأصول التي تبلغ قيمتها 2.8 مليار دولار. وتشمل الخطوات استمرار طهران في تحييد مخزونها من اليورانيوم الذي تم تخصيبه لمستوى نقاء 20 بالمئة بتحويله إلى وقود لمفاعل ابحاث في طهران يستخدم لتصنيع نظائر طبية مشعة. وقال كيري ان مستقبل برنامج التخصيب الإيراني من أكثر القضايا المثيرة للخلاف. وأضاف "ثمة فجوات حقيقية بشأن قضايا مثل طاقة التخصيب في منشأة نطنز والقضية بكل تأكيد عنصر مهم في اي اتفاق شامل محتمل .امامنا الكثير من العمل في هذا المجال وغيره ايضا."وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لرويترز في القاهرة ان نقاط الخلاف الرئيسية لاتزال قائمة رغم تسوية عدد من القضايا. وصرح "احرزنا بعض التقدم تجاه التوصل لاتفاق ولهذا قررنا تمديد المفاوضات. لو كنا اعتقدنا بعدم امكانية التوصل لاتفاق لتوقفنا على الفور." ويسعى بعض اعضاء الكونجرس الامريكي لفرض عقوبات جديدة واشد على ايران ولكن عددا من كبار المسؤولين الامريكين ذكروا يوم السبت انهم سيواصلون معارضة فرض اي عقوبات جديدة مادامت المفاوضات مستمرة ولكنهم سيتخلون عن معارضتهم في حالة انهيار المحادثات . وصرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للصحفيين الأسبوع الماضي بان طهران ستكون مستعدة لإرجاء تطوير برنامج تخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي لمدة سبع سنوات مع الاحتفاظ بعدد 19 الف جهاز طرد مركزي قامت بتركيبها لهذا الغرض حتى الان. ولكن كيري اعلن انه بعد عدة اجتماعات مباشرة مع ظريف اصبح جليا لايران ان الاحتفاظ بجميع اجهزة الطرد المركزي القائمة مرفوض تماما. وقال دبلوماسيون ان احدى القضايا الصعبة الاخرى في المحادثات هي كيفية التعامل مع يشتبه أنها ابحاث أجرتها ايران فيما سبق لتصنيع قنبلة ذرية والمدة التي يخضع خلالها برنامجها النووي لقيود طويلة الأمد. وبدأت المفاوضات في فبراير شباط في فيينا . واصدرت كاثرين اشتون مسؤولة السياسية الخارجية في الاتحاد الاوروبي وظريف بيانا مشتركا اعلنا فيه استئناف المحادثات في الاسابيع المقبلة. ويسري التمديد من الحادي والعشرين من يوليو تموز إلى 24 نوفمبر تشرين الثاني.