اتهمت امس حكومة دولة جنوب السودان القوات السودانية الشمالية بالتعدي علي اراضيها و اطلاق نيران علي اراضي دولة الجنوب، حيث أكد فيليب أقوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان ل «الشرق الأوسط» أن قواته تصدت لهجوم من القوات المسلحة السودانية في منطقة (ابينوم) في ولاية الوحدة. كما صرح بارنابا ماريال بنجامين وزير الإعلام في جنوب السودان إصابة 4 مدنيين بينهم طفل بجروح، عندما قصفت الطائرات السودانية منطقة ابيمنون على بعد نحو 40 كلم من الحدود بين البلدين. وأضاف أن "الهدف كان جسرا استراتيجيا في ابيمنون بنية الاستيلاء علي حقول النفط و الاستيلاء عليها". من جهة اخري اعترف عسكريون في جنوب السودان بأنهم يسيطرون على مواقع في حقل هجليج الضخم الذي ينتمي رسميا لدولة السودان، والذي يضم حقل نفط كبير على الجانب السوداني من الحدود ينتج نحو نصف إنتاج السودان من النفط الخام البالغ 115 ألف برميل يوميا، وقد حصل السودان عليه بموجب حكم لمحكمة التحكيم الدائمة في لاهاي عام 2009. وكانت الاشتباكات العنيفة قد اندلعت منذ أسبوعين ووصفت بأنها من الأسوأ التي دارت بين الخرطوم وجوبا منذ انفصال جنوب السودان في يوليو الماضي. من جهتها صرحت السلطات في الخرطوم بان دولة جنوب السودان بهذه التصرفات تكون قد اعلنت حالة الحرب، و إنها ستستخدم كل الوسائل الشرعية المتاحة لرد ما وصفته ب "عدوان" جنوب السودان علي مناطق شمالية، حيث صرح الحاج آدم يوسف نائب الرئيس السوداني في بيان رسمي اذاعته وكالة الأنباء السودانية إن بلاده باتت في حالة حرب مع دولة جنوب السودان وأنها لن تتفاوض معها مستقبلا. وأضاف أن سيطرة دولة جنوب السودان على منطقة نفطية مهمة تابعة للسودان تطور كبير من جانبها، وأنه قد يضع في يدها ورقة قوية للمفاوضات، كما أن الخيارات محدودة أمام الحكومة في الخرطوم لأن استخدام سلاح الطيران لاستعادة السيطرة بهذه المنطقة سيشكل خطرا على مصادر النفط.