شهدت مصر أمس حفل تنصيب الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسى، وذلك بحضور عدد من ملوك وأمراء الدول العربية، وبعض الدول الأجنبية، وعلى إثر ذلك بدأ اليوم ليمارس فيه الرئيس السيسى صلاحياته كرئيس للجمهورية. يأمل الشعب المصرى من اليوم إنجاز مالم يتم إنجازه على مدار ال 33 عام الماضية، ولعل هذا أهم التحديات التى تواجه السيسى فى المرحلة القادمة وهو إرضاء جموع الشعب بمحاولة إشعاره بالتغيير الفعلى. جاء هذا بالتزامن مع ذكرى تنحى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فيمكن القول أن تزامن بداية رئيس جديد مع تنحى رئيس سابق. كثرت التشبيهات بين عبد الناصر والسيسى فى الفترة القليلة السابقة، ولكن هل يتنحى السيسى يوما ما؟، أم تجعله السلطة متمسكا بها ومستميتا للدفاع عن كرسيه فى قصر الرئاسة. تفتح مصر صفحة جديدة اليوم آملة أن تخلو أيامها الأتية من دماء أبناءها، وصراعات الإخوان، فاليوم أصبح السيسى رئيسا لمصر برضاء البعض ورغم أنف أخرين، ولكن على الجميع الرضاء بالأمر الواقع حتى يروا ماذا سيفعل بمصرنا الحبيبة. يذكر أنه فى مثل هذا اليوم 9 يونيو هو ذكرى تنحى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وذلك إثر هزيمة الجيش المصرى فى حرب 5 يونيو 1967. ففى أعقاب نكسة 1967 ظهر عبد الناصر على شاشات التلفاز ليلقى خطابه للأمة ليعلن فيه مسؤليته الكاملة عن ماحدث فى نكسة 5 يونيو من نفس العام. وجه عبد الناصر للأمة فى خطابه أن الشعب المصرى قد تعود على المشاركة مع بعضه سواءا فى الأيام العصيبة أو اللحظات المفرحة. كما أكد أنه لا يستطيع أحد أن يخفى حقيقة الهزيمة التى لحقت بالجيش المصرى فى 5 يونيو 1967 ، مؤكدا أن المصريين يستطيعوا أن يستعيدوا قوتهم فى وقت قصير ولكن لابد من التحلى بالصبر والحكمة. ثم أخذ الرئيس عبد الناصر فى سرد خطوات الحرب والعوامل المؤدية إلى وقوع الهزيمة، مستعرضا للدور الذى قامت به قواتنا المسلحة سواء فى سوريا أو الأردن. وتابع:"تطبيقًا لنص المادة (110) من الدستور المؤقت الصادر في شهر مارس سنة 1964، فلقد كلفت زميلى وصديقي وأخي، زكريا محيي الدين، بأن يتولى منصب رئيس الجمهورية، وأضع كل ما عندي تحت طلبه" هذا بعض مما جاء في خطاب التنحي المطول الذي ألقاه عبدالناصر على الشعب وبثه التليفزيون المصرى. وعلى إثر ذلك إنتفض الشعب المصرى غاضبا من موقف عبد الناصر، مطالبين إياه بالعودة إلى منصبه وممارسة صلاحياته، وأمام إرادة الشعب رضخ عبد الناصر وأستمر فى منصبه وحجب زكريا محيى الدين للأبد، وحتى الآن لم يعرف أحدا ما دار فى الكواليس، كما قام بتعديلات وحركة تغييرات فى القيادات العسكرية. وبعد ذلك بدأت عملية تسليح الجيش المصرى، وفى مارس 1969 بدأت حرب الإستنزاف. الجدير بالذكر أن خطاب تنحى عبد الناصر هو أشهر خطاب له عبر مدة رئاسته للبلاد.