ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أنه وفقا لقوات الرئيس المالى أمادو تومانى توريه فإنهم غير قادرين على الصمود أمام المرتزقة العائدين من ليبيا عقب سقوط معمر القذافى، وأوضحت الصحيفة - فى سياق تقرير بثته اليوم الجمعة على موقعها الإلكترونى - أن الجنود فى مالى أعلنوا فى التليفزيون أمس السيطرة على الحكم والاستيلاء على القصر الرئاسى وأغلقوا حدود البلاد واجتاحوا الإذاعة الحكومية، فيما يعد ضربة موجهة إلى واحدة من الدول الديمقراطية القليلة فى منطقة الصحراء الأفريقية الملتهبة، وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يكن هناك مؤشر على وجود الرئيس توريه فى الوقت الذى اجتاحت فيه قوات المتمردين قصره ونهبت أجهزة التليفزيون والكمبيوتر وغيرها من الأشياء القيمة، وأوضحت الصحيفة أن الانقلاب العسكرى يأتى قبل شهر فقط من انتخابات كان من المقرر أن يتنحى فيها توريه، وقالت الصحيفة إنه كانت هناك مخاوف من أن يساعد هذا الانقلاب فى تقدم متمردى الطوارق نحو العاصمة باماكو فى محاولة للفوز بالموطن الشمالى، وهو نزاع زادت كثافته منذ أن عاد سقوط معمر القذافى فى ليبيا بمرتزقة الطوارق إلى موطنهم. وأضافت الصحيفة أن هناك مخاوف أيضا من أن الصحراء الأفريقية التى تغطى النصف الشمالى من البلاد أصبحت أرض تدريب لجماعة إرهابية لها صلة بالقاعدة التى اختطفت وقتلت أجانب. ونوهت الصحيفة إلى أن الولاياتالمتحدة تدرب القوات المالية على أساليب مكافحة الإرهاب من أجل محاربة جماعات المتمردين. ولفتت الصحيفة إلى أن الانقلاب بدأ أول أمس الأربعاء عندما اندلع القتال فى ثكنات عسكرية بالقرب من باماكو بعد قيام وزير الدفاع الجنرال ساديو جاساما بزيارة رسمية إلى المعسكر. وأوضحت الصحيفة أن الجنود ثاروا عندما لم يتناول جاساما القتال ضد متمردى الطوارق الذين قام مئات منهم بعبور الحدود عائدين من ليبيا منذ مقتل القذافى. وأشارت الصحيفة إلى أن القتال المكثف أجبر قرابة 200 ألف شخص على الفرار من منازلهم فى الشهرين الماضيين مع تحرك المتمردين المدربين جيدا من قرية إلى أخرى واشتباكهم مع القوات الحكومية غير المجهزة بشكل جيد لمحاربة التمرد. ونوهت الصحيفة إلى أنه وفقا لمصادر مقربة من الرئيس توريه فإنه ربما سعى وراء اللجوء إلى السفارة الأمريكية فى باماكو.