قال محمود حسين أحمد الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين إن نشاط الجماعة وما سماه نضالها ضد الفساد والاستبداد يقوم على "السلمية المطلقة ونبذ العنف بكل صوره في الداخل والخارج". وقال الأمين العام للجماعة في بيان له اليوم "إن منهج الجماعة هو إصلاح النفس أولا ثم إصلاح الأسرة ثم المجتمع بدعوته الى الخير في كل جوانبه ...ولعل الجميع يعلم ماذا قدم الاخوان أيضاً في مجال الخدمات أثناء تواجدهم في النقابات والمحليات والبرلمان". كان حزب الحرية والعدالة الذي أسسته الجماعة فاز بنحو 42% من مقاعد مجلس الشعب الذي حلته المحكمة الدستورية العليا عام 2012، و58% من مقاعد مجلس الشورى الذي ألغاه الدستور الجديد، وفاز مرشحها محمد مرسي في انتخابات الرئاسة بنسبة أصوات بلغت 51.7%، واتهمها عديدون بأنها حاولت استغلال فترة حكمها القصيرة في فرض سلطتها المطلقة عبر ما سمي "الأخونة". وقال حسين " ... قتل آلاف من المصريين، وفي القلب منهم الإخوان المسلمون، في مذابح رابعة والنهضة وغيرهما، فلم يرفع أحد منهم سلاحا في وجه قاتليهم، واعتقل آلاف من قادتهم واعتدي عليهم بكل أنواع العدوان، فلم يستخدم أحد منهم عنفاً ليدافع عن نفسه". وكان الجيش عزل مرسي في أعقاب احتجاجات شعبية ضخمة على حكمه في يوليو الماضي. وأعقبت الإطاحة بمرسي موجة من العنف استمرت لشهور وقتل فيها المئات من رجال الشرطة والجيش ومدنيين غير منتمين للتيار الإسلامي، وقتل أيضا مئات من أنصار الجماعة خلال فض قوات الأمن لاعتصامين لمؤيدي مرسي في أغسطس الماضي. وشهدت الجماعة واحدة من أقسى الحملات الأمنية على الإخوان في تاريخها الذي يمتد لنحو 86 عاما، وألقي القبض على آلاف من أعضائها وقياداتها، من بينهم مرسي نفسه ومرشد الجماعة اللذان يحاكمان في عدة قضايا بتهم مختلفة منها القتل والتحريض على القتل والتخابر. واتهم الأمين العام للجماعة الحملات الإعلامية "الظالمة التي تعوزها دلائل وحقائق الواقع" باستدعاء أحداث من الماضي، "شهد بعدم صحتها وصحة دلالاتها وزيف وافتراء نسبتها للجماعة، المخالف قبل المؤيد..". وأعلنت الحكومة الجماعة تنظيما إرهابيا، فيما أكدت محكمة هذا القرار، وحظرت محكمة أخرى نشاط الجماعة وما يرتبط بها من جمعيات وهيئات. وأشار حسين إلي بيان سابق للجماعة صادر فى 1995 جاء فيه "لقد أعلن الإخوان المسلمون عشرات المرات خلال السنوات الماضية أنهم يخوضون الحياة السياسية ملتزمين بالوسائل الشرعية والأساليب السلمية وحدها ... وهم لذلك يجددون الإعلان عن رفضهم لأساليب العنف والقسر لجميع صور العمل الانقلابى الذى قد يتيح لأصحابه فرصة القفز على الحقائق السياسية والمجتمعية ويمثل شرخا هائلا فى جدار الاستقرار السياسى، وانقضاضا غير مقبول على الشرعية الحقيقية فى المجتمع". واشار أيضا لبيان سابق للجماعة أدان تدمير برجي التجارة العالمية في نيويورك عام 2011 قالت فيه "إن الإخوان المسلمين وقد راعهم ما حدث بالأمس فى الولاياتالمتحدةالأمريكية من قتل ونسف وتدمير، واعتداء على مدنيين أبرياء ...يستنكرون بكل حزم وشدة هذه الحوادث التي تتعارض مع كل القيم الإنسانية والإسلامية". وقال حسين في بيان اليوم "هناك مبادئ محددة وثوابت حاكمة ومفاهيم واضحة يقوم عليها فهم ونشاط الجماعة وإن من ينسب نفسه للجماعة يجب أن يكون هذا نهجه وتلك سيرته، فإن دعا إلى غير ذلك أو اختط لنفسه نهجا غير نهج الجماعة فهو ليس من الجماعة وليست الجماعة منه مهما أدى أو قال والجماعة منه براء".