قال مسؤول أمريكي كبير يوم الأربعاء إن بلاده تواصل جهودها لإعادة محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية لمسارها رغم خطوات من الجانبين "لا تساعد". وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد اتخذ خطوة مفاجئة الثلاثاء حين وقع 15 اتفاقية دولية من شأنها أن تعزز وضع الفلسطينيين في مواجهة اسرائيل مما جعل الولاياتالمتحدة تبحث عن سبيل لاستمرار المحادثات بعد انتهاء المهلة المحددة لها في 29 أبريل نيسان. وقال المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين في بروكسل "الجانبان اتخذا خطوات لا تساعد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ولكن لم يعط أي من الجانبين أي مؤشر على الرغبة في إنهاء المفاوضات." وأضاف "سنواصل خلال الأيام القليلة القادمة النقاش مع الجانبين حول الخيارات المتاحة للمضي قدما." وسلم الفلسطينيون ممثلا للأمم المتحدة ودبلوماسيين آخرين طلبات للانضمام إلى 15 معاهدة دولية من بينها معاهدات جنيف وهي نص أساسي في القانون الدولي فيما يتعلق بإدارة الحرب والاحتلال. وأعرب ياسر عبد ربه نائب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية عن تزايد الشعور بخيبة الأمل لعدم التزام إسرائيل بتعهدها بالإفراج عن عشرات السجناء الفلسطينيين وقال إن المحادثات التي بدأت منذ ثمانية أشهر أصبحت مجرد تفاوض حول التفاوض. وقال مسؤولون فلسطينيون ان امتناع إسرائيل عن الافراج عن السجناء يعني أن عباس لم يعد ملتزما بعدم مواجهتها في الاممالمتحدة والمنظمات الدولية الاخرى. وزادت هذه التطورات من تعقيد جهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للتوصل إلى اتفاق ثلاثي الأطراف لمواصلة المفاوضات المتعثرة حتى عام 2015. وتواجه المحادثات صعوبات بالفعل بسبب قضية المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية اللتين استولت عليهما اسرائيل في حرب عام 1967 وبسبب معارضة الفلسطينيين لمطلب اسرائيل بالاعتراف بها كدولة يهودية. وكانت إسرائيل قد قالت إنها تريد أولا التزاما فلسطينيا بالتفاوض لما بعد الموعد الذي كان مستهدفا في البداية قبل أن تطلق سراح الدفعة الأخيرة من 104 سجناء وعدت بالإفراج عنهم في إطار المساعي الأمريكية لاستئناف المفاوضات في يوليو تموز الماضي. * "الأمر متروك للأطراف" خلال زيارته بروكسل لحضور اجتماع لحلف شمال الأطلسي ألغى وزير الخارجية الامريكي جون كيري زيارة مقررة لمدينة رام الله بالضفة الغربية وقال إن من المهم الحفاظ على تحرك عملية السلام ولكن "في النهاية هذا الامر متروك للاطراف." ويأمل الفلسطينيون أن توفر لهم الخطوة التي اتخذها عباس أساسا أقوى للجوء الى المحكمة الجنائية الدولية وتقديم شكاوى رسمية ضد اسرائيل بسبب استمرار احتلالها للاراضي التي استولت عليها عام 1967 والتي يرونها أساسية لقيام دولتهم المستقبلية. وتعتبر معظم الدول المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية. وامتنع متحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التعليق على خطوة عباس. وقال عبد ربه يوم الأربعاء إنه ينبغي عدم الاستمرار في دائرة مفرغة تظل الأطراف تبحث فيها عن إطار عمل للمحادثات والتفاوض حول التفاوض. وأضاف "إذا أردنا عملية سلام جادة بعد انتهاء موعد 29-4 فهذه العملية يجب أن تنطلق وتستند إلى عنصر رئيسي واحد وهو البحث في موضوع الحدود انطلاقا من ووفقا للقرار الدولي الذي اعترف بدولة فلسطين بأن حدودها حدود الرابع من حزيران (يونيو) بما فيها القدسالشرقية." وتابع قائلا للصحفيين "نحن لا نريد الفشل لمهمة كيري على العكس نحن قلنا ولا نزال نعمل على نجاحها... نأمل تجدد مساعي الوزير كيري خلال الايام القادمة لا نريد لهذا الجهد أن ينقطع أبدا." ومعظم المعاهدات التي وقعها عباس تضع معايير دولية لقضايا اجتماعية وحقوقية مثل اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة إضافة إلى اتفاقيات جنيف. ووصف روبي سابيل استاذ القانون والمستشار القانوني السابق بوزارة الخارجية الاسرائيلية توقيع عباس على الاتفاقيات بأنه "مجرد إجراء رمزي". وأشار إلى أنه لم يتقدم بطلب الانضمام لمنظمات دولية. وكان كيري قد قام بزيارة غير مقررة للقدس يوم الاثنين سعيا لتمديد أجل المفاوضات من خلال إعداد اتفاق يتضمن احتمال الافراج عن جوناثان بولارد الجاسوس الاسرائيلي المسجون في الولاياتالمتحدة منذ الثمانينات. وقال مسؤولون مقربون من المحادثات ان الاتفاق يشمل ايضا إفراج إسرائيل عن مئات السجناء الفلسطينيين وربما تجميدا جزئيا للاستيطان. ويحمل بولارد الجنسية الأمريكية وهو محلل سابق بالبحرية وقد أقر عام 1987 بأنه تجسس لحساب اسرائيل. وربما يعطي الإفراج عنه لنتنياهو نصرا سياسيا ييسر عليه إقناع أعضاء ائتلافه الحاكم والإسرائيليين المتشككين بالافراج عن مزيد من السجناء.