قال الكاتب الأمريكى توماس فريدمان اليوم أن بريق الصحوات العربية الإسلامية تلاشى أمام ما يوصف بأنياب الثورة المضادة التي تحاول وأد المستقبل وما يحمله من آمال. وأضاف فريدمان في مقال له أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه بالنظر إلى الأوضاع والتطورات الجارية في تلك البلدان على المرء أن يدرك أن آفاق عملية انتقال سلمي للسلطة والسير نحو العملية الديمقراطية أضحت واهية. وقال الكاتب مع مستهل الصحوة الشعبية في معظم أقطار العربية تولد لدى أكثر المتفائلين آمالا بشأن إمكانية أن تشهد البلدان العربية عملية انتقال "قد تبدو عسيرة" من عصور الاستبداد المتأصل إلى زخم الديمقراطية. وتابع فريدمان قائلا"غير أنه بإعطاء نظرة عميقة لما يحدث الآن في منطقة الشرق الأوسط، علينا أن ندرك أن مسيرة الديمقراطية تتعثر يوما بعد يوم وعلى الرغم من أن البعض قد يعتقد بأنه من السابق لأوانه أن يصيبنا الإحباط غير أنه لم يعد من المبكر أن نفصح عن مخاوفنا وقلقنا حيال هذا الشأن". وأرجع فريدمان الأسباب التي دفعت البعض إلى رؤية الأمور على هذا النحو إلى رغبة لدى بقايا الأنظمة السابقة في التشبث بالسلطة، مشيرا إلى أن "المعتقدات والأفكار البالية المتآكلة في تلك البلدان أعمق بكثير من أن يدركها معظم المواطنين فضلا عن ضعف وغياب منظومة المؤسسات الديمقراطية والتقاليد والنماذج". ورأى الكاتب فريدمان أن ما يشهده العالم العربي حاليا يماثل للأوضاع في أفغانستان فكلاهما في عقدهما الأول من مسيرة الديمقراطية، وتستغل فيهما الطائفية مشيرا إلى النظام في سوريا الذى أسرع بوتيرة تحويل الانتفاضة السلمية لشعبه إلى حرب طائفية، من خلال تأجيج الصراع بين الأقلية العلوية والأغلبية السنية في سوريا باعتباره الوسيلة الأفضل لتشويه سمعة المعارضة والحفاظ على مكانه. وعلى نفس المنوال نرى في أفغانستان ذات النوع من الألاعيب لاسيما بعد حادثة إحراق بعض نسخ من القرآن الكريم ما أشعل نار غضب شعبي لا توشك أن تنطفئ قريبا وتنذر بمزيد من أعمال العنف في البلاد على حد قول الكاتب الأمريكي.