فجرت استقالة حكومة الببلاوى اليوم "الاثنين"، جدلاً في الأساط السياسية وذلك بعدما أعلن عدد من الوزراء عدم علمهم بالاستقالة، فضلاً عن معرفتهم نبأ الاستقالة من خلال وسائل الإعلام. حالة الانقسام وصلت إلى النشطاء والسياسيين ليؤكد البعض أن الأمر كان متوقع خاصة أننا في ظل انتظار تشكيل حكومة محايدة تضم كافة أطياف الشعب المصرى خاصة وأن اللاد على مشارف تحقيق استحقاقات انتخاية مقبلة تبدأ بالرئاسية ثم النواب، فيما اعترض أخرون على ما حدث، معتبرين الأمر مخطط تنفذه أجهزة سيادية بالدولة تمهيدا لترشح المشير عبد الفتاح السيسى للرئاسة. وأشار أخرون إلى أن الاستقالة كانت طبيعية وجاءت بناء على رغبات الشعب المصري بعد فشل وزراء الببلاوى فى حل الأزمات الاقتصادية والسياسية، وعدم تحقيقها مطالب الشعب بعد ثورة 30 يونيو. من جانبه، قال الدكتور نبيل دعبس رئيس حزب مصر الحديثة إن استقالة حكومة الببلاوي أمرا متوقعا، ولكنها جاءت متأخرة خاصة فى ظل الأزمات التى نعيشها في تلك الفترة من اضطرابات وتوترات بالأوضاع المعيشية، وكذلك الوقفات الاحتجاجية من قبل العمال بجميع أنحاء الجمهورية، وتكاثر جميع أزمات الدولة سواء الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية. أضاف دعبس ل"المشهد" أن حكومة الببلاوى شُكلت فى ظل ظروف صعبة جدا، ولم تستطع التغلب على المشاكل التي واجهتها، موضحا أن القضية ليست متمثلة فى شخصية واحدة، ولكننا نطالب بقريق عمل متماسك قادر على العطاء و إدارة الأزمات، معربا عن إشفاقه على الحكومة المقبلة لأن أمامها تحديات صعبة جدا، وأن ملفات "الأمن والطاقة ، والمرور" من أهم الملفات التى تحتاج لجهد و إذا نجحت الحكومة فيهم ستصنف أنها حكومة ناجحة. وقال الدكتور فريد زهران وكيل مؤسسى الحزب المصرى الديمقراطى الإجتماعى إن تقدم الببلاوى باستقالته خبر مبشر جدا للمصرين، خاصة فى ظل تعامل حكومته بمنطق الأيدى المرتعشة تجاه الملفات والأزمات التى تعانى منها البلاد، وهو ما أثارحفيظة الشارع المصرى ضده وضد حكومته، موضحا أن توقيت الاستقالة مناسب، وأنها خطوة لإنقاذ مصر، وذلك لأن الدكتور الببلاوى كان كل همه النظر إلى الخارج وليس إلى مصلحة مصر. وأضاف زهران أنه من المتوقع أن تظل معظم الوزارت فى التشيكل الحكومى الجديد والتى منها منصب وزير الدفاع وذلك في السياق، قال اللواء الدكتور سامح أبوهشيمة إن إعلان الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء استقالة الحكومة في هذا التوقيت تأتي تمهيدًا لخروج المشير عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي، وتولي الفريق صدقي صبحي رئيس الإركان الحالي بدلًا منه تمهيدًا لأعلان ترشحه للرئاسة. وأضاف أبوهشيمة في حالة خروج المشير عبد الفتاح السيسي، يتم تجهيز لحفل تكريم ويليه عقد مؤتمر مع القادة وكبار الضباط، ويأتي الاحتفال، تكريما ل"السيسي" على جهوده طوال الفترة التي تولى فيها مهام منصبه. فيما كشفت مصادر مطلعة، أن المشير عبدالفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة الحالى، سيستمر فى منصب وزير الدفاع فى تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة إبراهيم محلب، مؤكدًا أن السيسى لن يستقيل من منصبه تمهيداً لترشيح نفسه فى انتخابات الرئاسة القادمة، إلا بعد إقرار قانون انتخابات الرئاسة الجديد، الذى من المتوقع ألا يصدر قبل شهر تقريباً، فى حين أن الحكومة سيتم تشكيلها خلال أيام.