أكدت جماعة الإخوان المسلمين في بيان صادر عنها منذ قليل أن أمريكا أنفقت 105 ملايين دولار في العام الأخير بعد الثورة خصمًا من المعونة التي تقدمها لمصر، بغرض الهدم وتدمير المجتمع. مشيرًا إلي أن الشعب المصري أثبت ذكاءه وحرصه على وطنه ومؤسساته ومرافقه وحياته، ومن ثَمَّ رفض الدعوة الهدامة للعصيان المدني والتي أطلقها البعض يوم السبت الماضي. وطالبت الجماعة مطلقي الدعوة أن يعوا الدرس ويفهموا طبيعة الشعب، ويحترموا قواعد الديمقراطية. وأوضح البيان أن الإخوان يرفضون جميع الضغوط التي تمارسها أمريكا على مصر، ويعلنون أنهم والشعب المصري كافةً لن يتسامحوا مع أي مسئولٍ إن قرر الخضوع للضغوط والتستر على الاتهام أو التدخل في أعمال القضاء. وقال البيان ذكرنا مرارًا أننا كنا مع تسليم السلطة فور نهاية الستة أشهر الأولى من تسلمها، ولكنَّ الآخرين هم الذين أصروا على امتداد الفترة الانتقالية، والآن نحن نطالب بالتعجيل بإقامة المؤسسات الدستورية لتسلم السلطة بأسرع ما يمكن مع احترام الإجراءات للإعلان الدستوري. وأكد علي أن الإخوان عرضوا اقتراحًا على لسان المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام، في الفضاء الإعلامي باستعداد حزب الحرية والعدالة لتشكيل حكومة ائتلافية من القوى الوطنية التي وصلت إلى البرلمان حتى يصل الاقتراح إلى مَن بيدهم الأمر، فيتخذوا إزاءه القرار المناسب، إلا أنَّ ردهم على هذا المقترح جاء سلبيًّا بتأكيد استمرار الحكومة القائمة حتى نهاية الفترة الانتقالية، وأشار البيان إلى أن الدافع وراء هذا المقترح كان الكارثة الجديدة التي وقعت في إستاد بورسعيد والتي خشيت معها الجماعة من أن تضيع الحقائق والأدلة ويفلت المجرمون من العقاب مثلما حدث في الكوارث السابقة. وأوضح البيان أن الشعب منح ثقته بالدرجة الأولى لحزب الحرية والعدالة ثم بقية الأحزاب والقوى التي نجحت في انتخابات مجلس الشعب فكان الطبيعي أن يتم تشكيل الحكومة القوية منها، حكومة ائتلافية يقودها حزب الحرية والعدالة. وفيما يتعلق بقضية التمويل الأجنبي أكد البيان أن تصريحات في غاية القوة والصراحة صدرت من الوزيرة فايزة أبو النجا في شهادتها أمام القضاء، تم خلالها التأكيد على أن هذا التمويل إنما يستهدف هدم مصر وإلحاق الأذى والضرر بمؤسساتها جميعًا لمصلحة أمريكا وإسرائيل، وهي لهجة لم نسمعها في مصر منذ زمنٍ طويلٍ من أهل السلطة.