أكد الخبير التعليمى عبدالحفيظ طايل مدير المركز المصرى للحق فى التعليم، أن التعليم هو الذى يخدم مصالح الحاكم ومصالح المحكوم إذا كان هناك حاكم بالمعنى الديمقراطى ويؤمن بمعنى تداول السلطات، مؤكداً أن الثورات العربية لم تحقق بعد السبب التى قامت من أجله وبالتالى لم يحدث أى تغيير أيضًا فى التعليم. وأضاف إنه فى الفترات الانتقالية وحالة عدم الاستقرار تقوم الدولة بفرض سيطرتها أكثر على التعليم لتخوفها، بمعنى أن طلبة الثانوية العامة لديهم تفكير ووعى من الممكن أن يتمردوا او يحتجوا، فبالتأكيد تسعى الدولة للسيطرة عليهم، فنرى أن كل حزب يريد أن يسيطر على التعليم لصالحه، فالحزب الوطنى سيطر على العملية التعليمية لصالحه، كما أن الإخوان سيطروا عليه لصالحهم أيضًا، وعند عزل مرسى تحاول السلطة الحالية تطهير التعليم من الاخوان وهكذا إذًا التعليم يسير حسب كل نظام ." وقال طايل خلال لقائه مع الاعلامية علا شوشة فى برنامج عرب أونلاين على فضائية البغدادية، رداً على إمكانية تدخل السلطات والحكومات فى المناهج التعليمية لتحقيق الأمن قائلاً:"إذا كانت الحكومات العربية تتشدق بالديمقراطية ولا تشاركها فى المجتمع، بل تضيق على الاحزاب والنقابات، كما أننا لا يوجد لدينا مؤسسات مجتمع مدنى قوية تدافع عن مصالح الناس وحقوقهم، فأكيد السلطة تتدخل فى التعليم بنفس القدر الذى تضعف فيه الأحزاب ونمو المجتمع وتطوره الطبيعى". ويرى طايل أن الحكومات دائمًا لديها هواجس من النازية وهلوسة هتلر وهو الخوف على الوطن من المؤامرات الخارجية ، ونعرات افتخار وطن غير مستندة لأى معدلات تنمية حقيقية فى الواقع ، واستشهد بمثل، عند سماعه وزير تعليم إحدى الدول العربية يقول "أنه لا توجد مدرسة تعليمية فى بلادنا إلا وهى قابعة تحت رقابة وزارتى التعليم والداخلية"، مشيراً أن فى مصر أيام الحزب الوطنى المنحل، كنا نطلق على المناهج التعليمية "نشرات حزبية" يصدرها الوطنى لتعبر عن رؤيته فى الحياة للطلاب، وبالتالى فإن رئيس الحزب الوطنى ساعتها هو أعظم هذه العمليات التعليمية، مضيفاً أن هذا التصور لازال موجود للأسف حتى الآن – حسب وصفه-. وأشار طايل إلى أن استخدام المدرسة فى الحشد السياسى والتعبئة السياسية كان يحدث أيام مبارك وعقب الثورة مباشرة ومن بعدها أصبح الحديث عن المجلس العسكرى باعتباره حارس الثورة، وعند مجئ الاخوان للسلطة تحولت المدارس لشكل آخر فبعضها كان لا يحيى العلم والآخر استخدم النشيط الوطنى بأناشيد دينية. وأوضح أن في أيام جمال العربي وزير التربية والتعليم الأسبق، كان يتم تجهيز كتاب إسمه المواطنة وحقوق الانسان ليُدرس فى المدارس، وعندما أتى الإخوان غيروه "المواطنة وحقوق الانسان من منظور إسلامى"، مشيراً أنه ضد ذلك تماما، لإعتماده على تطبيق المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وأن هناك طلاب غير مسلمين يدرسون المناهج بالإجبار، وهذا غير مرفوض. واستطرد طايل أن الوزن النسبى للحفظ والتلقين فى المنهج هى الكم الأكبر، معتبراً أن التلقين هو أكبر أداة قامعة للعقل البشرى، مؤكدًا أن المعلم فى مصر هو من يتكلم والطالب لا، وطالما أن المعلم يتقاضى أجرًا ضعيفًا جدًا، مشيراً أن دخل وكيل الوزارة والوزير أجرة أكثر بمراحل، وذلك كله ينتج القمع والقهر الاجتماعى فى مصر، معتبراً أن ذلك الشئ مقصود بالطبع ولا حلول من كافة الحكومات له. وأضاف أنه الطالب لا يجرؤ، ولا حتى المعلم، أن يطرح سؤال "هل أنت راضى عن معاملة النظام الحالى للإخوان أم لا". فيديو.. خبير تعليم: استخدام المدارس فى التعبئة السياسية يحدث من أيام مبارك وحتى الإخوان