قال "ياريف اوفنهايمر" أمين عام حركة "السلام الآن" ان ما اقترحه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" من إبقاء المستوطنين تحت سيادة السلطة الفلسطينية بعد اعلان انشاء دولة لسطينية، يشابه في عدم واقعيته نقل عرب اسرائيل للحياة داخل الدولة الفلسطينية وتحت نفس السيادة، وعلى نتنياهو ان يعلم بأن الفارق بين عرب اسرائيل والمستوطنين في الضفة الغربية شاسع، فبينما يعيش عرب اسرائيل في المدن والقرى لقرون واجيال من قبل اعلان قيام دولة اسرائيل، فانه تم نقل المستوطنين الى اراضي الضفة في فعل استعماري وباستخدام القوة، وخلافا للمواثيق الدولية، ويرى الفلسطينيون أن المستوطنات نتاج قوة الاحتلال اسرائيل فنقلت سكانها للاراضي المحتلة واقامت عليها المستوطنات . وشدد اوفنهايمر على أن نتنياهو باقتراحه هذا قد اعلن نيته الوصول الى تسوية حتى مع رفض وزير خارجيته "افيغدور ليبرمان"،الذي رفض بشكل مطلق اقامة دولة فلسطينية، إلا أن كلاهما اعترفا علنا بحقيقة ان دولة فلسطينية ستقوم بين البحر والنهر وأن اراضيها ستضم اراض مقام عليها مستوطنات ويعيش فيها مستوطنون، فحتى لو كانت هذه حيلة اعلامية لاحراج الفلسطينيين، فقد اعترف نتنياهو هذا الاسبوع لاول مرة بان الدولة الفلسطينية – حسب ما تراه عيناه – ستضم مناطق اقيمت عليها مستوطنات وبؤر استيطانية. واضاف لصحيفة "معاريف" ان نتنياهو الذي يؤمن حتى النخاع بيهودية الدولة، والذي لا يرغب في وجود الاف الاسرائيليين خارج الحدود، يهدف باقتراحه المستحيل الى احراج السلطة الفلسطينية، ليقيم الحجة القديمة التي تقول اذا كانت اسرائيل مستعدة لاحتواء اقلية عربية، فعلى الفلسطينيين ان يحتووا فيهم اقلية يهودية. وأعرب اوفنهايمر عن توقعاته برفض الفلسطينيين لاقتراح نتنياهو، حيث قال ان الفلسطينيين الذين وافقوا على "الحل الوسط الاقليمي لاقامة دولتهم على اساس حدود 67 الى جانب دولة اسرائيل، لن يوافقوا على قضم اضافي لمساحة دولتهم المستقبلية بابقاء الاف المستوطنين على ارضهم، ولكن اذا رغب اليهود بعد اقامة الدولة الفلسطينية في الاستقرار داخل دولة فلسطين على ان يكونوا مواطنين فلسطينيين، فيمكن للحكومة الفلسطينية أن تسمح بذلك وفقا لقوانينها، على اساس شخصي ودون صلة بمسألة المستوطنات والمستوطنين". واشار اوفنهايمر الى ان رفض المستوطنين لاقتراح نتنياهو منطقي، فمعظمهم يرون انفسهم جزء من الحركة الصهيونية، وبالتالي فانهم يرغبون في البقاء كمواطنين اسرائيليين وان يكونوا جزء من تحقيق المشروع الصهيوني، اما التنازل عن المواطنة الاسرائيلية وقبول المواطنة الفلسطينية فمعناه "التنازل عن الرواية الوطنية في صالح الرواية الدينية، أي الارتباط بالارض وليس بالدولة"، فعندما اقيمت دولة اسرائيل لم تكن الضفة تحت سيادتها واليهود الذين هاجروا لاسرائيل واستقروا داخل حدودها لم يسعوا للاستقرار خارج تلك الحدود السيادية، في مناطق الضفة الغربية.