أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية على موقعها الالكتروني اليوم الاثنين مقابلة اجراها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع "معهد دراسات الامن القومي الاسرائيلي"، والتي ستعرض خلال الأسبوع الجاري في إطار المؤتمر السنوي للمعهد. وأبرزت الصحيفة أن عباس يتوقع أن تكون نهاية المفاوضات السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية على شكل "فترة انتقالية معقولة إلى حين الحل الدائم تمتد حتى 3 سنوات، ويقوم خلالها حلف شمال الأطلنطي /الناتو/ بمراقبة تطبيق الاتفاق على الأرض"، كما أبرزت استعداده للقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في أي وقت. وردا على سؤال حول نتائج جولات المحادثات الحالية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، اشارت الصحيفة الى ان عباس اوضح أنه "يجب أولا أن تتحول رؤية حل الدولتين إلى مؤكدة، وبموجبها تعيش دولة إسرائيل إلى جانب دولة فلسطين على حدود 67 بأمن واستقرار، أما البند الثاني من حيث الأهمية فهو أن تكون القدسالشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، وتكون القدس مفتوحة أمام كافة الأديان، وتجري فيها ترتيبات بين الطرفين". ووفقا للصحيفة اوضح ابو مازن فيما يتعلق بالحدود أن "حدود الدولة الفلسطينية ستكون بيد الفلسطينيين وليس الجيش الإسرائيلي"، اما بشأن اللاجئين الفلسطينيين، جدد ابو مازن موقفه بأن القضية يجب أن تحل بموجب مبادرة السلام العربية، والتي تتحدث عن "حل عادل متفق عليه مع إسرائيل بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194"، معربا عن اعتقاده بأنه في حال تحقق هذه البنود الأربعة سيكون الحل مقبولا ومستقرا وشرعيا. واشارت الصحيفة الى ان ابو مازن عرض الحل على أنه فرصة بالنسبة للإسرائيليين، باعتبار قوله "نحن نمثل جميع أبناء الشعب الفلسطيني، ونرغب بالتوقيع على اتفاق سلام، والذي سيعرض بالطبع للاستفتاء العام، ومن الممكن ألا تتكرر فرصة السلام هذه". وأضاف أن "الاتفاق سيمنح إسرائيل اعتراف 57 دولة عربية وإسلامية، وأن الاعتراف سيكون كاملا مع إقامة علاقات دبلوماسية بين جميع هذه الدول وبين إسرائيل، وأنه يأمل أن يدرك الإسرائيليون ما هو معنى الحياة بسلام في المنطقة الواقعة بين موريتانيا وأندونيسيا مقارنة مع الوضع الحالي". أما بالنسبة للفترة الانتقالية، من يوم التوقيع على الاتفاق وحتى تحول فلسطين إلى دولة مستقلة تماما، نقلت الصحيفة عن عباس قوله إن من يعرض 10 إلى 15 عاما لا يريد الانسحاب، وأن الفترة المعقولة لن تزيد عن 3 سنوات، تنسحب إسرائيل خلالها بشكل تدريجي. وأضاف أنه يوافق على تواجد طرف ثالث يحل محل إسرائيل خلال عملية الإخلاء أو بعدها من أجل إزالة مخاوف السلطة الفلسطينية ومخاوف إسرائيل، وأنه يعتقد أن حلف الناتو هو الأنسب لهذه المهمة. وردا على سؤال حول العلاقة مع نتانياهو، قال ابو مازن إنه على استعداد للقائه في أي وقت، وأنه لا يستبعد إمكانية أن يلقي نتانياهو خطابا أمام المجلس التشريعي أو يلقي هو خطابا في الكنيست. كما نقلت عنه يديعوت احرونوت قوله "نحن جيران، خضنا حروبا كثيرا، وبالنسبة لنا فقد باتت من الماضي، واستخدام القوة بات من الماضي، نحن نرغب بالسلام مع إسرائيل، نريد أن يعيش الإسرائيليون بأمان في دولتهم، ويعيش الشعب الفلسطيني بأمان أيضا في دولته المستقلة".