بعد اختفاء لافتات "الشهداء" عن "المشهد"... حزب "الكنبة" يخطف الثورة ويمنحها ل"السيسى" اختفاء للأحزاب في ذكرى الثورة.. وتجاهل ل"جمعة الغضب" تفجيرات لتعكير أجواء الضكرى الثالثة ل"يناير"
لم يكن في مخيلة أحد، فى الذكرى الثالثة لثورة يناير 2011، أن يشارك في احتفالاتها قوات الجيش والشرطة على السواء مع المواطنين، وسط غياب تام من الحركات والقوى السياسية المعروفة، ليكون الشعب المصري في مقدمة من يحيي ذكرى الثورة، وسط احتفالاته بأعياد الشرطة. واعتبر الشعب المصري، نزوله للميادين المصرية، ليس إحياء لذكرى يناير، بقدر ما هو "أمر" وتفويض للفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، للترشح لإنتخابات الرئاسة المقبلة، وعودة للمجتمع المصري إلى ما قبل ثورة يناير من احتفاله بأعياد الشرطة من جديد.
أحزاب غابت عن مشهد "إحياء" ذكرى يناير
ألغت عدد من الحركات المنتمية لجماعة الإخوان بالمحافظات، ومنها (طلاب ضد الانقلاب - حورية المنصورة)، فعالياتهم التي كان من المقرر قيامها السبت، محذرين من الوجود الأمني المكثف بمناطق التجمعات، التي تم الإعلان عنها مسبقًا. وقرر حزبي "الوسط" المنبثق من جماعة الإخوان المسلمين، و"الأصالة" السلفي عدم مشاركتهما فى احتفالات الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، معتبرة ما حدث في 30 يونيو إنقلاباً عسكرياً وأن من نزلوا للشوارع السبت، كان من "الفلول". ولم يشارك حزب "النور"، في أية فعاليات خاصة ب25 يناير، مبرراً أن عدم مشاركة الحزب تأتي لإتاحة الفرصة لعودة الاستقرار فى حالة الاحتقان التى يعيشها الشارع الآن وفى ظل اعلان الحشد والحشد المضاد. ويشابه النور في قراره، حزب "المصريين الاحرار"، الذي لم يشارك في احتفالية 25 يناير، معللاً عدم نزوله لعدم "توتير" الأمن فى فترة قلق تعيشها البلاد، ولتجنب وقوع احتكاكات فى الشارع قد تضر بالمواطنين والمنشآت، وحتى يتمكن الأمن من التعامل مع الخارجين عن القانون. كما أعلن نشطاء وعدد من أعضاء "الاشتراكيين الثوريين"، إلغاء مسيرتهم التى أعلنوا عن تنظيمها السبت. وبعدما أعلن التيار الشعبى مشاركته في إحياء ذكرى يناير، رفض التيار النزول للشوارع، بينما أعلن عدد من أعضاءه نزوله بشوارع المدن منفرداً، دون توجيهات من التيار. وتنحى حزب الكرامة عن إحياء ذكرى يناير، معتبراً المشاركة فيها "خيانة لدماء الشهداء."
ذكرى يناير بين الأهالي والأحزاب وقوات الأمن
لأول مرة ، تشارك قوات الجيش والشرطة، احتفالات المصريين ب"إحياء" ذكرى يناير، التي كان في باطنها بشتى ميادين مصر، "مطالبة" للفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع للترشح في انتخابات الرئاسة المقبلة. ورُفعت أعلام مصر، وسط تحليق للطائرات الحربية فوق ميادين المحافظات، فيما غاب "ثوار" ورموز يناير عن المشهد في الذكرى الثالثة للثورة. وشارك عدد من شباب الإخوان والمؤيدين لهم بأنحاء الجمهورية، في تظاهرات مطالبة بعودة الرئيس السابق محمد مرسي لحكم مصر، فيما انسحب عدد منهم في مفاجأة غريبة بمحافظة بني سويف، وإنضموا لصفوف المؤيدين للفريق السيسي، مبررين ذلك بأن قيادات الإخوان سلمت الشباب للأمن الوطني، وأنهم تخلوا عن أنصارهم.
مشاهد في ذكرى يناير الثالثة
قامت ثورة يناير 2011، لمحو صور الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك من ذاكرة المصريين، وعادت الذكرى الثالثة لتعيد صوره من جديد بين المشاركين في احياء الذكرى بالتحرير وبميادين المحافظات، حتى أن البعض اعتبر المشاركون من "الفلول". وغابت صور "شهداء" يناير 2011 عن المشهد في احياء ذكرى الثورة، ورُفعت مكانها صوراً للفريق أول عبدالفتاح السيسي والرئيس الراحل أنور السادات وجمال عبدالناصر.
تجاهل الأحزاب لذكرى "جمعة الغضب"
أعلنت أحزاب النور والمصريين الأحرار عدم المشاركة في فعاليات جمعة الغضب، معتبرة أن أى نزول فى أية فعاليات الآن ستكون له عواقب وخيمة، ودعا "النور" الجميع الى الهدوء والسير نحو خارطة الطريق بعد اول استحقاق ديمقراطى لها وهو الدستور . ولإعتبارات أمنية، تخلى حزب "الوفد" عن إحياء ذكرى جمعة الغضب، وأيده حزب التحالف الإشتراكي في ذلك ، إيماناً بأن تلك الوقفات من شأنها أن تتيح لجماعة الإخوان "تعكير الجو الثوري". كما اعتبر حزب الجبهة الديمقراطية، أن جمعة الغضب كانت حالة وقتية، مشيراً أن الأهم هو استكمال خارطة الطريق من انتخابات رئاسية ومجلس نواب حتى تستقر البلاد.
تفجيرات واشتباكات
تسبب انفجار مقر الامن المركزي بالسويس، في تعكير الجو الثوري بالمحافظة، والذي أسفر عن إصابة 18 ، بينهم مدنيين، وعاينت النيابة العامة موقع الحادث والذي تسبب فيه انفجار سيارة مفخخة أمام المقر. فيما أبطل خبراء المفرقعات قنابل يدوية الصنع بعدد من المحافظات، وسط تشديدات أمنية مكثفة بكافة المنشآت الحيوية بجميع المحافظة، تستمر لما بعد جمعة الغضب، تحسباً لأية أعمال عنف أو تفجيرات إرهابية. وأسفرت اشتباكات الإخوان والأهالي وقوات الأمن، في الذكرى الثالثة لثورة يناير، عن إصابة ما يزيد عن 50 ، وسقوط 7 قتلى. وألقت قوات الأمن على ما يقرب من 220 من أنصار الإخوان ومثيري الشغب بالمحافظات.