استنكر وزير الإعلام أسامة هيكل ما تردد حول الاستغناء عن العاملين فى مبنى ماسبيرو مؤكداً أنه كلام خاطىء ومضلل لأنه لا يمكن الاستغناء عن العاملين وأنه لم يصرح أو يلمح لمثل هذا الكلام. نفى هيكل في مؤتمر صحفي عقده ظهر اليوم وصول مبالغ من وزارة المالية للاتحاد دون صرفها، وقال أن الصحيح أننا نحاول تدبير موارد من وزارة المالية ومن خلال إنتاج التليفزيون، وهو ما صرح به الدكتور حازم الببلاوي نائب رئيس الوزراء ووزير المالية نفسه، وناشد هيكل العاملين بعدم التسرع والاتجاه للعمل والإنتاج كى نتمكن من الحصول على حقوقنا مؤكدا أنه مع الصالح العام للعاملين. أوضح أنه لا تهاون ولا تفريط فى حقوق العاملين بالمبنى ولا صحة لما تردد من الاستغناء عن العاملين به، ولكن لن يتم تعيين عاملين جدد، وقال أن هناك فسادا وتراكمات 30 عاما فى المبنى وأعمل على الإصلاح واحتاج لمعاونة أبناء المبنى للقضاء على الفساد و النهوض بالإعلام المصري. أضاف هيكل: لن اتستر على مفسد مهما كان اسمه أو موقعه ولن أخضع للابتزاز من أى شخص وسأفعل ما يتفق مع ضميرى واخلاقى وسنضرب بيد من حديد على منابع الفساد ونسعى لتجفيفها تماما، وأكد أنه سوف يحيل أية وقائع فساد مالى او ادارى إلى الرقابة الإدارية والنيابة العامة. تناول اللقاء الصحفي عددا من الموضوعات المطروحة ليتمكن الإعلام من أداء رسالته في طرح ومناقشة وعرض كل قضايا الوطن في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر. أكد هيكل أن ما تردد عن محاولة اقتحام استوديوهات الهواء يعكس إحساسا بعدم المسؤولية من مرددي ذلك أو المحرضين عليه، موضحاً أن أمن الاستوديوهات خط أحمر وأمن قومي لايجوز الاقتراب منه وأن أى محاولة أو تحريض على ذلك سوف تواجه بمنتهى القوة وهى قوة القانون، لأن تعطيل المصالح الحيوية للعاملين وللدولة تضع مرتكبيها تحت طائلة القانون. أكد هيكل أن آليات ومعايير تطوير الإعلام المصري موجودة ولكن لم تفعّل وأن هناك سياسة تحريرية جلبتها وزارة الإعلام سابقا من بي بي سي وهى النموذج الأقرب للإعلام المصرى من حيث أنه إعلام محايد وله ضوابط ومعايير محددة، وقد وجهت لتعميم هذه السياسة التحريرية للتنفيذ، ووعد هيكل بأن الشاشة ستكون مختلفة خلال الأشهر القادمة. عن بث محاكمات رموز النظام السابق على التليفزيون المصري قال هيكل : تمت مناقشة الموضوع مع رئيس الوزراء ووزير العدل وتم الاتفاق على نقل المحاكمات بعد موافقة مجلس القضاء الأعلى على نقلها من خلال التليفزيون المصري وهو دور وطنى يقوم به التليفزيون . وأكد هيكل اعتزازه بكل الجهود التى تبذل فى العمل الإذاعى والدور الهام الذي تلعبه الإذاعة فى تفعيل الثقافة والفكر فى المجتمع وأكد أنه سيسعى لتطوير الخدمات الإذاعية بكل روافدها. عن لائحة الأجور لاتحاد الإذاعة والتليفزيون أكد أسامة هيكل وزير الإعلام أن العاملين بالمبنى تعرضوا لظلم مالى كبير وأن هناك تفاوتا كبيرا فى الاجور وتوجد مشكلة فقدان ثقة بين العاملين والقيادات، وقنوات التواصل بينى وبين العاملين مسدودة. وقال: تناقشت مع اللواء طارق مهدى فى اللائحة المالية التى أعدها وكان المطلوب ضخ مبلغ 33.5 مليون جنيه شهريا لتمويلها فى بند الأجور ولكنه تمكن فقط من اتاحة 17 مليون جنيه ولمدة 3 شهور فقط، لأن وزارة المالية تتعامل مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون كهيئة اقتصادية تقوم فقط بضخ الأجور الاساسية لها والباقى يجب أن يكون من إنتاج التليفزيون والوضع الحالى جعل الانتاج ضعيفاً والعوائد قليلة. أضاف هيكل أن اللواء طارق تسرع فى إعلان اللائحة قبل دراستها وقد رفعت سقف التوقعات لدى العاملين بشكل كبير وهذا سبب ثورتهم. أكد أنه أمر بتشكيل لجنة لوضع حد أقصى للأجور مهمتها القضاء على التفاوت الرهيب بين الأجور والمكافآت بين العاملين فى الاتحاد وبين العاملين فى القطاع الواحد وستعمل هذه اللجنة على وضع لائحة أجور تضمن تحقيق العدالة وتضييق الفجوة بين الأجور، مؤكدا أنه لن يسمح بالالتفاف حول الحد الاقصى للأجور داخل الاتحاد وأن المناقشات والتفاهم قائم مع وزارة المالية لتحقيق هذه اللائحة وأكد أننا نسعى لنظام مالى وإدارى يحقق أقصى قدر من العدالة للعاملين وهو التزام مالى ومهنى اتعهد به شخصيا. كما أعلن هيكل أنه سيتم صرف منحة250 جنيها لكل العاملين بالإعلام بمناسبة شهر رمضان المعظم وهذا ليس مسكنا للعاملين ولكن هذا التزام أخلاقي وإداري ولا علاقة له باللائحة المقترحة . أكد هيكل اعادة النظر فى قيادات اتحاد الإذاعة والتليفزيون وأن هناك حركة تغييرات كبيرة خلال يومين وستكون ندبا وليست تعييناً حتى تثبت القيادات الجديدة قدرتها على تلبية مطالب العاملين والنهوض بشكل الإعلام المصري والتعامل بشكل جيد مع المرحلة المقبلة. أكد وزير الإعلام على مبادىء وأهداف حاكمة للعمل الإعلامي فى الفترة المقبلة وهى إعادة الثقة فى الإعلام المصري والتحول من إعلام رسمى يخدم النظام إلى إعلام للدولة المصرية يخدم الشعب، إعلام يخاطب العقل ولا يخاطب العواطف وأن لايعرف الإعلام إقصاء لفئة لصالح فئات أخرى وأن للإعلام المصري دورا تنويريا وثقافيا يفرض عليه أن يكون فى مقدمة المجتمع ليؤدى دوره . أكد أن الهيئة العامة للاستعلامات هى جزء اصيل من الإعلام المصري لتوضيح صورة مصر فى الداخل والخارج وأنه اصدر مجموعة من القرارات لتحقيق العدالة بين العاملين بالهئية، وعلى رأسها حل مشكلة العمالة المؤقتة ونسعى لحلها مع وزارة المالية وأن أولوية السفر للخارج تكون لأبناء الهيئة وأمر بتشكيل لجنة من الخبراء من خارج الهيئة لاختيار الملحقين والمستشارين الإعلاميين فى مكاتب الهيئة فى الخارج. أضاف أنه يعمل على تفعيل دور مركز لقياس الرأى العام بالهيئة وفق اسس علمية، وأكد هيكل أننا ننظر للهيئة على انها جهاز معلومات يمثل أهمية كبيرة فى المرحلة القادمة ونفكر فى إتاحة منتج المعلومات لديه للناس للاستفادة منها كما نفكر فى فتح 4 مكاتب فى افريقيا اتساقا مع توجهات مصر فى هذا الاتجاه.