بحشود غير مسبوقة زاحم نشطاء وقيادات سياسية واجتماعية وأعداد كبيرة من مسلمي مصر، الأقباط في احتفالاتهم بأعياد الميلاد المجيد، وذلك في سابقة هي الأولي من نوعها هذا العام، خاصة بعد التهديدات التي تلقاها الأقباط في نهاية العام المنصرم، بإعاقة الأحتفال بأعياد الميلاد. وأقامت كنائس وكاتدرائيات مصر احتفالات عيد الميلاد مساء أمس الأثنين، وسط إقبال من مئات المسلمين لتهنئة الأقباط، فيما اتسمت الأجواء بروح الوحدة الوطنية بين عنصري الأمة، واستقبلت الكنائس وفود المهنئين المسلمين ومسئولين وأمناء أحزاب ورموز قبائل، وازدحمت كنائس المحافظات بمئات المسلمين، يتقدمهم رموز كل محافظة لدعم ومناصرة القضايا الوطنية وعدد من علماء الأزهر والأوقاف. فيما واجه أقباط مصر حملة شعواء أبان فض اعتصام الإخوان المسلمين في ميداني رابعة العدوية والنهضة، من حرق كنائس وممتلكات عامة وخاصة للأقباط في مصر، لذلك أصر مسلمي مصر في أظهار الروح الوطنية بين المسلمين والمسيحيين في أعيادهم. وأشاد المشاركون في الاحتفالات، بروح المحبة والمودة التي تربط أبناء الوطن كنسيج واحد وعن مدى انتماء وحب أبناء الشعب الواحد من أجل رفعة شأن هذا الوطن. وكانت أجهزة الشرطة بعدد من المحافظات قد فرضت إجراءات أمنية مشددة حول الكنائس ودور العبادة المسيحية، وتم حظر انتظار السيارات أمامها خشية وقوع أية أحداث بجانب تكثيف الخدمات المرورية أمام الكنائس لمنع حدوث أي تكدس مروري خلال الاحتفالات، ووسط إقبال من مئات المسلمين لتهنئة الأقباط. وفي سابقة هى الأولى من نوعها فى العلاقة بين مؤسسة الرئاسة والكنيسة، زار المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية، البابا تواضروس الثانى، بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتقديم التهنئة بعد الميلاد، حيث يذهب رئيس الجمهورية للبطريرك لتقديم التهنئة فى الأعياد. وقالت الكنيسة الأرثوذكسية فى بيان تعليقًا على الحدث فى كلمة لقداسة البابا تواضروس الثانى بعد زيارة المستشار رئيس الجمهورية :"سعدنا فى هذا الصباح المبارك بزيارة المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية، وقد كانت زيارة طيبة تحمل كل مشاعر المحبة والود والتآخى، نتمنى كل الخير لمصرنا الحبيبة وكل عام وأنتم بخير".