الرأي العام يؤيد كشف "الخونة"ويرفض التعدي على الحياة الخاصة ما زالت ردود الافعال متباينه حول ما بثه برنامج "الصندوق الأسود" - الذي يقدمه الإعلامي عبد الرحيم علي، رئيس تحرير "البوابة نيوز" - وقد كشف عبر تسجيلات هاتفية حقيقة بعض قيادات 6 أبريل، وكشف عن مكالمات تثبت خداع هذه القيادات للشعب المصري، والحصول على تمويلات من الخارج. وهو ما ادي الي قيام عدد كبير من المحامين، منهم مرتضى منصور والمحامي سمير صبري ونجيب جبرائيل، بتقديم بلاغات إلى النائب العام للتحقيق فيما جاء في التسريبات بشأن ارتكاب قادة 6 أبريل: أحمد ماهر وأسماء محفوظ ومحمد عادل ومحمد سوكه، إضافة إلى عبد الرحمن يوسف القرضاوي ومصطفى النجار، وبعض قادة "الوطنية للتغيير" وحملة "البرادعي رئيسا"، جرائم منها التجسس والتخابر مع جهات أجنبية والحصول على تمويلات من الخارج، والتي تصل إلى تهمة الخيانة العظمى وعقوبتها الإعدام شنقا. أكثر من 5 ملايين من مرتادي صفحات التواصل الاجتماعي أشعلوا التعليقات المطالبة باستمرار فضح الاشخاص الذين شاركوا في ثورة الخامس والعشرين من يناير، ويدعمون الاعلامي عبد الرحيم علي لمواصلة نشر التسريبات، خاصة أن الحدث يعد فضيحةً جديدة توازي فضائح تسريبات "ويكليكس" الأمريكية، في مشهد يعيد للأذهان فضيحة "ووتر جيت" و"إيران جيت". وكان عدد من السياسيين والإعلاميين والنشطاء قد اصدروا بيانًا للرئاسة وقعوا عليه جميعًا تحت عنوان "جريمة ضد حقوق الإنسان وانتهاك لسيادة القانون"، حول بث تسجيلات لمكالمات وصفوها بال "شخصية" لبعض المواطنين على شاشات القنوات الخاصة، مؤكدين أنهم أرسلوه عبر الفاكس للدكتور مصطفى حجازي مستشار رئيس الجمهورية والدكتور على عوض، مستشار الرئيس للشئون القانونية. من جانبهم اعرب النشطاء الذين نشرت ضدهم التسريبات،عن استيائهم من الامر ، و نشر الدكتور مصطفى النجار، عضو مجلس الشعب المنحل، بيانًا رد فيه على التسريبات، قائلا: إن عبد الرحيم "يرتبط بأجهزة في الدولة" ويحاول هدم دولة القانون وممارسة الانتقام السياسي في اطار ما أسماه ب"حملة الاغتيال المعنوي" ضد ثوار يناير – حسب ما ورد في بيان النجار. ضمّن النجار، بيانه الذي نشره عبر صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، مشهدين، قال "إنهما يفسران أسباب الحملة الجارية ضده"، موضحا أن "المشهد الأول، هو حوار مع مسؤول رفيع بوزارة سيادية في شهر أكتوبر، ذكر فيه أن المسؤول الرفيع وصف الاوضاع في البلاد بأنها المعادلة الجديدة – إما ان تكون جزءا منها أو " سافر واشتغل دكتور بره وريح دماغك ودماغنا. أما المشهد الثاني، كما أورده النجار في بيانه، فأطلق عليه حوارات مع رسل من أجهزة الدولة ينقل فيه ما قال عنه بأنها "رسائل من أجهزة بالدولة" لكي يتوقف عن الحديث عن حقوق الإنسان ويروي على لسان هذا المسئول أنه قال له "أنت الآن في القائمة السوداء. وقال النجار إنه دخل مبنى أمن الدولة "تحت سمع وبصر قوات الأمن من الشرطة والجيش". في نهاية بيانه، قال عضو مجلس النواب المنحل، أنه "سيذهب إلى القضاء لطلب شهادة الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام وزير الدفاع، والفريق سامي عنان رئيس الأركان الأسبق، وأعضاء المجلس العسكري السابق اللواء محمد العصار واللواء محمود حجازي واللواء إسماعيل عتمان، وقال أنه سيوجه الاتهام إلى رئيس الوزراء ووزير الداخلية والإعلام لمسؤوليتهم المباشرة عما أسماه ب"تشويه الشرفاء" من قبل وسائل الإعلام، على حد قوله. الا ان عددا من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وتويتر" الإعلامي عبد الرحيم على قد طالبوا بمواصلة نشر التسجيلات دون توقف أو تأثر بأي نقد. المهندس ياسر قورة، عضو الهيئة العليا لحزب الحركة الوطنية، اكد على أهمية فتح تحقيق عاجل حول التسجيلات الصوتية التي تم تسريبها لعددٍ من شباب الثورة وأعضاء حركة “6 أبريل”، مشددًا على كون تلك التسريبات تُثبت بما لا يدع مجالاً للشك حقيقة المؤامرة التي تقوم بها الحركة بالتنسيق مع عددٍ من الشخصيات السياسية والمنظمات داخل وخارج مصر. لفت "قورة" إلى أن التسريبات التي يتم تداولها هي “إدانة صريحة وواضحة تمامًا” للحركة، وتأكيدًا على قيامها بالتنسيق مع منظمات أجنبية؛ لتلقي تمويلات منها، بقصد زعزعة استقرار مصر، مُطالبًا السلطات المصرية بتوجيه تُهم “الخيانة العظمى” والتآمر ضد مصر” لهؤلاء الشباب. أكد الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن شرف مهنة الصحفي أو الإعلامي يُجبره على نشر أي خبر أو معلومة يحصل عليها، حتى ولو كانت لأقرب الأشخاص إليه، لأنه إذا تصرف عكس ذلك فإنه يهين شرف مهنته. وقالت الدكتورة ليلي عبدالمجيد، عميدة كلية الإعلام سابقا، متسائلة: هل كانت تسريبات السيسي ومرسي ومبارك "حلال"، وتسريبات شباب الثورة حرام؟! هذه تفرقة غير مهنية، كما أن عدم انسياب المعلومات وحرية تداول المعلومات في مصر هو السبب في تشويه العديد من الرموز الوطنية، ولكن حق الرد مكفول للجميع، وإذا كان لديهم رد على هذه التسريبات فليردوا عليها، ولكن من حق الشعب أن يعرف الحقيقة . ومن جانبه طالب الفنان الكبير عادل إمام، الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي، بالاستمرار في فضح كل مَن يخون مصر، مشيرًا إلى أنه يتابع حلقات البرنامج ويرى أنه أثار قضية يتابعها البسطاء، ويكشف من خلالها مَن أراد السوء بمصر واستغل كل الأحداث السابقة للحصول على مكاسب شخصية. أضاف الزعيم: يجب أن يستمر علي في مسيرته لفضح كل مَن تسول له نفسه خيانة مصر وشعبها، مؤكدًا أن وجود بعض المعترضين على مثل هذه التسريبات لا يمكن أن يثنيه عما يقدّمه من صورة حقيقية لمن خدعوا الشعب المصري. قال إن التسريبات ما دامت حقيقية، وهذا ما نراه جميعًا فلا ضرر من عرضها، أما الضرر الحقيقي فهو ترك أصحاب التسريبات دون محاسبة. نظمت مجموعة من أنصار عبدالرحيم على السبت الماضى، أثناء مثوله أمام النائب العام، تظاهرة تأييد ودعم لموقفه فى كشف حقيقة بعض النشطاء عبر التسجيلات الصوتية التى يذيعها على قناة "القاهرة والناس". استخدم مؤيدو "عبدالرحيم" الطبل والمزامير فى تظاهرتهم أمام دار القضاء العالي، وحملوا صور الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، وطالبوا بمحاكمة النشطاء السياسيين بتهمة الخيانة العظمى. أكد مصدر أمنى بدار القضاء العالي أن التظاهرة تتم بدون إصدار أى تصاريح أمنية من أى جهة تابعة لوزارة الداخلية مما يخالف قانون التظاهر. أشار المصدر إلى أنه صدرت لهم تعليمات بعدم الاقتراب من المتظاهرين طالما لم يتعدوا السلمية في تظاهراتهم.