قد يضطر الأشخاص الراغبين بمشاهدة كل المناظر التي تحيط بالبرج الأطول في العالم أن يحجزوا رحلة سفر إلى مدينة دبي، وأن ينفقوا الكثير من الأموال لحجز غرفة فندقية، وأن يستقلوا سياراتهم لقيادتها تحت أشعة الشمس الحارقة، ولكن الآن تغير الأمر، إذ بات بإمكان هؤلاء الأشخاص أن يتجهوا إلى أجهزة الكمبيوتر للإستمتاع بهذه الجولة من غرفة المعيشة. وأطلقت شركة "جوجل" مشروعها بتصوير مناظر بانورامية تحيط ببرج خليفة المدهش، أي البرج الأطول في العالم، والذي يصفه البعض ب"المدينة العامودية." وتجدر الإشارة إلى أن الصور التي توفرها "غوغل"، تتيح إلى المستخدمين أن يتجولوا داخل المبنى من خلال توظيف تكنولوجيا "Street View" "ستريت فيو"، التي تستخدمها الشركة غالباً لتخطيط المدن. كذلك، يتمكن الأشخاص الذين يستخدمون هذه التقنية من بدء جولتهم البانورامية من قاعة الاستقبال في الطابق الأرضي، وصولاً إلى الشقة السكنية الأعلى في العالم، والتي تحتل الطابق رقم 163. ومن أجل الحصول على الصور المطلوبة، لجأت "جوجل" إلى معداتها لتصل إلى قمة البرج الذي يبلغ طوله 828 متراً فوق سطح الأرض. واستفادت الصور البانورامية من توظيف هذا النوع من التكنولوجيا في الشرق الأوسط، إذ تعتبر المرة الأولى التي تم فيها استخدام تقنية "ستريت فيو" لتصوير ناطحة سحاب. ويعتبر برج خليفة أطول مجسم بناه الإنسان في العالم، إذ شُيد بالاعتماد على أسلوب يعكس المبادئ الكلاسيكية في الهندسة الإسلامية، واستغرق بناؤه حوالي ستة أعوام، أي ما يعادل أكثر من 22 مليون ساعة عمل. ويتكون الصرح العملاق من أكثر من 45 ألف متر مكعب من مادة الإسمنت، ويبلغ وزنه 110 طناً، ويحتوي على 26 ألف لوح زجاج، مقصوص يدوياً، ما يجعل من هذه الألواح الزجاجية الأمثل لملاءمة شكل المبنى وتغطيته من الخارج.
وكانت "جوجل" قد طورت تقنية "ستريت فيو" خصيصاً لتصوير مبان مشابهة لبرج خليفة، وتوثيقها، ويتم التقاط الصور من خلال كاميرا مصممة لالتقاط الصور من محيط 360 درجة، ويمكن حملها كحقيبة للظهر بواسطة شخص واحد. والتقطت "جوجل" سابقاً صوراً لبرج "إيفل" في العاصمة الفرنسية باريس، بالإضافة إلى وادي "غراند كانيون" في الولاياتالمتحدةالأمريكية.