افتقدت تشكيلة منتخب الأردن لكرة القدم للاعبين المخضرمين الذين طالما أثروا بعطائهم مسيرة النشامى على امتداد السنوات الطويلة الماضية، حيث ظهر واضحا بأن المدير الفني المصري حسام حسن بدأ يراهن على العناصر الشابة التي تشكل مستقبل الكرة الأردنية وتعزز من تطلعاته في الإستحقاقات المقبلة. وأعلن حسام حسن أمس الإثنين عن تشكيلة منتخب الأردن التي ستخوض بطولة غرب آسيا الثامنة والتي تنطلق في قطر اعتبارا من يوم "25" الجاري، حيث فرضت عليه ظروف ارتباط عدد من اللاعبين المحترفين في الخارج الإعتماد أكثر على الوجوه الشابة التي ظهر منها لأول مرة خلدون الخوالدة "الفيصلي" ورجائي عايد "الوحدات" ومهدي علامة "الجزيرة" واحسان حداد "العربي" وأحمد أبو كبير" المنشية"، في حين لن يظهر في تشكيلة النشامى من المحترفين في الخارج سوى سعيد مرجان محترف كاظمة الكويتي حيث أظهرت ادارة الأخير تعاونا كبيرا مع الإتحاد الأردني. واكتفى حسام حسن بإستدعاء ثمانية من اللاعبين المخضرمين وأصحاب الخبرة الدولية وهم حارسي المرمى لؤي العمايرة وأحمد عبد الستار وحاتم عقل وشريف عدنان ومحمد الدميري وركان الخالدي وبهاء عبد الرحمن وعدنان عدوس وسعيد مرجان. ويسعى حسام حسن خلال معسكر المنتخب في دبي إلى خلق توليفة جديدة في ظل المستجدات التي شهدتها التشكيلة وبما يضمن له المنافسة على لقب بطولة غرب آسيا الذي استعصى على النشامى طويلا على امتداد المشاركات السبع الماضية، حيث أكد حسن بأن النشامى سيقاتلون من أجل انتزاع اللقب. وانتقد عدد من المتابعين قيام حسام حسن بالتخلي عن أصحاب العطاء في السنوات الماضية أمثال عامر ذيب وحسن عبد الفتاح ورائد النواطير وباسم فتحي رغم أن تواجدهم في تشكيلة منتخب الأردن سيعزز من التطلعات بالنظر للخبرة الدولية التي يتمتع بها هؤلاء، في الوقت الذي استغرب فيه المتابعين عدم قيام حسام حسن باستدعاء هداف الدوري حتى الآن ومهاجم فريق الرمثا حمزة الدردور، في حين يغيب عن صفوف المنتخب المدافع الصلب أنس بني ياسين و"حوت آسيا" عامر شفيع بدافع الإصابة. وعُرف عن حسام حسن منذ تسلمه قيادة منتخب الأردن في يوليو الماضي بأنه مدرب يعشق التحدي ويتسلح بالجرأة في اختيارته التي قد لا تلبي في أوقات كثيرة طموحات الوسط الكروي وتحمل العديد من المفاجآت وسيره على قاعدة "خالف تُعرف"، لكن حسام حسن في بطولة غرب آسيا المقبلة سيكون على المحك كون "العميد" سيقود النشامى في هذه البطولة بعدما حصل على الوقت الكافي للتعرف على قدرات اللاعبين الأردنيين وإن اعتمد في متابعته للاعبين على حضور المباريات "تلفزيوينا" بحكم "اجازاته" الطويلة التي شكلت مصدر نقد دائم له من قبل جماهير الكرة الأردنية. إذن بطولة غرب آسيا ستكون بمثابة الإختبار الحقيقي لقدرات حسام حسن التدريبية الذي يقود أول منتخب في مسيرته التدريبية ، وبخاصة أن قيادته للمنتخب في الفترة الماضية كانت متسارعة ولم يأخذ الفرصة الكافية للتعرف على قدرات لاعبي الكرة الأردنية بصورة عميقة كونه تسلم المهمة خلفا للعراقي عدنان حمد وقاد النشامى مباشرة في الملحقين الآسيوي والعالمي المؤهل لنهائيات البرازيل وفي مباراتين بتصفيات آسيا. وربما ما يدور برأس "العميد" في هذه الأيام هو "افتكاك عقدة" لقب بطولة غرب آسيا وتهيئة أكثر من لاعب شاب بذات الوقت ليكونوا عمادا رئيسيا في تشكيلة منتخب النشامى بتصفيات ونهائيات كأس آسيا التي تستضيفها استراليا عام "2015". وفي ظل تلك المعطيات، فإن جماهير الكرة الأردنية ستطالب حسام حسن بالعودة من قطر بلقب بطولة غرب آسيا ولا شيء سوى اللقب، فالإنتصارات التاريخية والنتائج اللامعة التي حققتها الكرة الأردنية بالأونة الأخيرة جعلت الجماهير الأردنية لا ترضى بغير الألقاب في الإستحقاقات المقبلة لتتويج حقيقة التطور بإنجاز فعلي يحفظه التاريخ.