وافق الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية، ورئيس جمعية مصر الخير، على تبني المراحل الأخيرة لإنتاج عقار مصري جديد يقضي تمامًا على الخلايا السرطانية. أكد الباحث مخلوف محمود إبراهيم، صاحب الابتكار ل "المشهد" أن فضيلة المفتي سيرسل الأسبوع المقبل، "شيك" للمركز القومي للبحوث، لإجراء أبحاث السمية على العقار الجديد قبل تجريبه على المتطوعين، مشيرًا إلى أن جمعية مصر الخير أعلنت رعايتها الكاملة للابتكار حتى يصل للمرضى. الغريب كما يقول الباحث أنه قبل الثورة، رفض المركز القومي للبحوث، وفي عهد أحد رؤسائه السابقين تبنى إجراء التجارب على العقار الجديد رغم أن جمعية مصر الخير كانت ستتولى جميع المصاريف. يضيف الباحث: "كانت هناك مفاوضات مع إحدى كبرى شركات الأدوية العالمية لتتولى الانفاق على مراحل البحث الأخيرة وحتى الإنتاج، ولكن ما أثار مخاوفي أن الشركة طلبت جميع المعلومات عن البحث، بما في ذلك الدواء نفسه لإجراء التجارب عليه في الولاياتالمتحدةالأمريكية، دون أي ضمانات". أما عن بدايات البحث يقول مخلوف: "الفكرة ولدت عندي منذ حوالي 15 عامًا، عندما ماتت شقيقتي بالسرطان، الأمر الذي جعلني أتعمق في دراسة الخلية البشرية، فوجدت أن الفرق بين الخلية المصابة والسليمة هو تركيب ماء الخلية، فالماء داخل الخلية السرطانية يتحول إلى مركب شديد التعقيد من ملوثات كيميائية، منها أول أكسيد الكربون الذي يتحد مع الحديد في هيموجلوبين الدم أكثر من الأكسجين ب 210 مرات. وبالتالي تحرم الخلايا من دخول الأكسجين، ما يعمل على القضاء على الجين المكون للشفرة الوراثية، والمسؤول عن تكون البروتين داخل الخلية، فتفقد الخلية هذا البروتين، ويؤدي إلى تكوين بروتين غير طبيعي "معطب" يؤدي إلى تضاعف وتكاثر الخلايا بشكل غير طبيعي، مكونًا الخلايا السرطانية.. من هنا كانت الفكرة.. ماذا لو تم حقن الخلية المصابة بالسرطان بالأكسجين، حتى يعود ماء الخلية إلى وضعه الطبيعي، وبدأت أبحاثي في جامعة الإسكندرية حول هذه الفرضية، بمساعدة اللواء عبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية الأسبق، حيث بدأت التجارب تؤتي ثمارها، وبنجاح منقطع النظير، وما يميز العقار الجديد هو علاج الخلايا المصابة فقط، دون التأثير على بقية الخلايا الأخرى، وتم تسجيل الفكرة في أكاديمية البحث العلمي كمنتج دوائي عام 2009، ومنذ ذلك التاريخ وأنا أحاول البحث عن الجهة التي تتولي رعاية المراحل النهائية للبحث والإنفاق عليه دون جدوى، حتى تولت جمعية مصر الخير رعايتها لجميع المراحل المتبقية من البحث حتى يرى النور.