أكد عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور أن المصالح المشتركة هي الرابط الحقيقي بين العرب في هذه المرحلة التي تتغير ويعاد تنظيمها دون إسهام عربي فاعل. وأشار موسى - فى كلمته أمام المنتدى الاستثماري المصري الخليجي اليوم الأربعاء - إلى أن هناك اتفاقات قائمة لتنشيط التجارة العربية ودراسات كثيرة لذلك، وأن الترتيبات جاهزة والأهداف موجودة مثل منطقة تجارة حرة وسوق عربية مشتركة. ولفت إلى أن "غياب مصر كان السبب في تطورات سلبية كثيرة في المنطقة، ولم يبدأ غياب مصر منذ 25 يناير، ولكنه سبق ذلك بسنوات، وكان هناك تحذير من هذا الوضع الخطأ لأن مصير العالم العربي مرتبط بمصير مصر والعكس صحيح". وأضاف أنه "يجب أن نعلم أن العالم العربي الذي يتجاوز سكانه 300 مليون نسمة، ومساحة جغرافية هائلة، ومقومات متعددة من موارد، وأسواق وأيدي عاملة، كيف له أن يتراجع بهذا الشكل، وبالنسبة لمصر لابد من إعادة البناء وتدارك الخطأ". وتابع "الخلل كان كبيرا جدا، تراكميا منذ عقود التواكل والإهمال والتراجع، ومن عدم القراءة الصحيحة في مصر وما حولها، وعدم الانتماء للتطور العالمي والثقافة، حيث كان الحاكم هو الذي يقرر ويفكر". وأشار إلى أن" مصر أنهت الجمهورية الأولى التي بدأت عام 1952، وأسقطت الجمهورية الثانية التي أسهها الأخوان، وتبدأ الآن في بناء الجمهورية الثالثة ". وأضاف أن هناك خارطة طريق نسير عليها لإرساء الاستقرار، وتم الانتهاء من وضع الدستور، وهناك انتخابات برلمانية ورئيس ينتخب لأربع سنوات، ويمكن أن يستمر أربعة أخرى أو لا يستمر. وأوضح موسى "أننا سوف نبدأ البناء، وقد انعكس ذلك على مواد الدستور، وأولها أن مصر جمهورية وتتبع نظاما ديمقراطيا وتعددية حزبية وهى مقومات الدولة الحديثة، وحكمها مدني، ولا نتجاهل التراث ولا نتنكر للأديان". وأضاف أن من سمات التغيير الذي نعيشه في العلم العربي هذا التكافل العربي الذي جرى، مشيرا في هذا السياق إلى مواقف دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية والكويت لأن هذا التكافل بناء ولا يدعم نظرية دينية، لكنه تكافل لخلق مصالح مشتركة وهذا ما يجب أن يكون عليه التعاون العربي. وأشار موسى إلى "أننا متابعون للتغيير واللاعبين الأساسيين في منطقتنا الذين يتسابقوا للتأثير على العرب وهم ليسوا بعرب، فتركيا حاولت وتعطلت فى منعطف ما، وإيران الآن هي الدولة التي تطرح نفسها كمحور أساسي للعمل وحراسة المصالح العالمية والوضع الاقتصادي في المنطقة، أما إسرائيل فهي تقف متفرجة لأنها تحظى بالأمن والأمان واستقرار مصالحها. وأكد على ضرورة الإسراع في بناء مجتمعنا العربي مع وجود مصالح مشتركة ونظام عربي جديد كي نرى التغيير المتصاعد والمستمر، ولابد أن نتوقع أن يكون هناك تغيير في نظام الأمن الإقليمي وتنوع اقتصادي ولن يكون التغيير سياسيا فقط، ولكن أيضا اقتصاديا واجتماعيا، وفي شتى المجالات. وأوضح أن الشراكة بين مصر والإمارات والسعودية يجب أن تتسع وتشمل دولا عربية أكثر لأنه منذ عام 2011 أدرك العرب أن المغرب العربي ليس ببعيد، وأن التغيير بدأ من تونس.