يبدو أن سيناريو المحاكمات لن ينتهى بعد، في ظل الظروف التي تشهدها البلاد،فمن قبيل عامين بدأت محاكمة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك بعد ثورة 25 يناير بتهمة قتل المتظاهرين وقضايا فساد ومعه نجلاه ووزير داخليه حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه ،لتكون المحاكمة الأولى من نوعها في العالم العربي وصولا لليوم بنفس مقر أكاديمية الشرطة في التجمع الخامس ليحاكم الدكتور محمد مرسي ، رئيس الجمهورية المعزول ومعه عدد من قيادات الإخوان -أهله وعشيرته - .. فبدأت اليوم الجلسة الأولى لمحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي في مقر أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس ،وقد قررت محكمة جنايات القاهرة تأجيل محاكمة الرئيس المصري "المعزول"، محمد مرسي، وعدد من قيادات جماعة "الإخوان المسلمين"، إلى جلسة 8 يناير القادم ، وأعلن التليفزيون المصري خبرًا عاجلًا عن نقل مرسي إلي سجن برج العقرب بالأسكندرية. جاء قرار المحكمة، في ختام أولى جلساتها لنظر الاتهامات الموجهة لمرسي و14 من قيادات الإخوان، ب"التحريض" على قتل المتظاهرين، في القضية المعروفة باسم "أحداث الاتحادية"، بتأجيل القضية لأكثر من شهرين، لتمكين دفاع المتهمين والمدعين بالحق المدني من الاطلاع على مستندات القضية. وشهدت أولى جلسات محاكمة الرئيس السابق أجواءً عاصفة، شابتها مشادات وهتافات، اضطرت رئيس المحكمة إلى رفعها أكثر من مرة، إثر رفض مرسي، الصادر بحقه قرار من النيابة بحبسه احتياطياً، ارتداء زي الحبس الاحتياطي. قبل بدء الجلسة، ظهر أحمد عبد العاطي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق، وهو يرتدى الملابس البيضاء، وأجاب على سؤال بخصوص تواجد مرسى بالقصر أثناء "مذبحة الحرس الجمهوري"، وقال إنه غادر نادي الحرس الجمهوري عصر الجمعة الموافق 5 يوليو ،ولم يكن متواجداً داخل نادى الحرس، أثناء اشتباكات أنصاره مع قوات الأمن. ثم قام الحاجب بالنداء على محامي المتهمين، ولكن لم يجب أحد، فرد عليه عصام العريان من داخل القفص ضاحكاً: المتواجدون كلهم تابعون للداخلية. حضر الرئيس المعزول محمد مرسي وهو يرتدي بدلة رمادية اللون، وحينما دخل القفص صفق له المتهمون الموجودون بالقفص، ولوح له دفاعه بإشارة رابعة، ثم هتف المتهمون "يسقط يسقط حكم العسكر." دخلت هيئة المحكمة قاعة الجلسة وبدأت تسجيل الوضع من جوانبه القانونية.. وأثناء ذلك هتف المتهمون، عدا مرسي، "يسقط يسقط حكم العسكر"، ثم تحدث مرسي مؤكدًا أنه الرئيس الشرعي للبلاد. طلب القاضي بعد ذلك من المتهمين أن يوفروا جواً من الهدوء، ثم بدأ في إثبات حضور المتهمين ودفاعهم، وقام بالنداء على المتهم أسعد الشيخة، فرد قائلاً: "أرفض المحاكمة تماماً، ونحن أمام مهزلة"، فيما قال أحمد عبد العاطي، أثناء إثبات حضوره: "المحاكمة باطلة"، لأنه تم إحالتها من نائب عام غير شرعي. قامت المحكمة بالنداء على محمد البلتاجي، فأجاب: "هناك 10 أسباب قانونية موضوعية تؤكد على بطلان أمر الإحالة، والذى صدر من نائب عام عينته سلطات الانقلاب." وأثبتت المحكمة حضور عصام العريان، الذى رفض الحديث تماماً أثناء الجلسة، وأثناء إثبات حضور مرسي، حدثت حالة من الهرج والمرج، تسببت في رفع الجلسة، ثم وقعت مناوشات بين المؤيدين والمعارضين. وأثناء إثبات المحكمة حضوره، قال مرسي، إنه موجود في هذا المكان بالقوة، وطالب رئيس المحكمة بألا يشارك في الانقلاب، ويخوله ليمارس صلاحيته كرئيس جمهورية. و طلب القاضي من مرسي ارتداء زي الحبس الاحتياطي، "مثلما هو منصوص في القوانين." ورفض مرسي طلب القاضي وحدث سجال بينهم، الذي أصر على أن يرتدي الزي الأبيض. قال مرسي لهيئة المحكمة: "أنا الرئيس الشرعي للبلاد.. وأرفض أن يكون القضاء المصري غطاءً للانقلاب العسكري "المجرم"، ثم بدأ يهتف مع بقية المتهمين: "يسقط يسقط حكم العسكر." وفي سياق مجريات المحاكمة طالب مرسي القاضي بإخلاء سبيله ليمارس مهام منصبه كرئيس للبلاد، مشيرا إلى أنه متواجد في هذا المكان قسراً وبالقوة، كما انفرد رئيس هيئة الدفاع د. سليم العوا بالرئيس المعزول لتهدئته بعد هتافه ضد العسكر. ووقعت مشادات بين المحامين المؤيدين والمعارضين داخل القاعة، مما دعا رئيس المحكمة لرفع الجلسة، وقامت قوات الأمن للتدخل لتهدئة الأوضاع داخل القاعة، لعودة رئيس المحكمة مرة أخرى لاستئناف الجلسة. ومن جانبه قال الكاتب الصحفي يسري البدري إن الرئيس السابق محمد مرسي دخل المحكمة ببدلة كاملة بلا ربطة عنق، وروى مشاهداته داخل المحاكمة ل"العربية الحدث" بتأكيده أن بعض المتهمين أحدثوا ضجة في المحكمة، وأنهم هتفوا بمجرد اعتلاء القاضي منصة المحكمة بجملة: "يسقط حكم العسكر". وأضاف البدري أن بعض المتهمين رفعوا إشارات رابعة من داخل القفص، وأن مرسي قال من داخل القفص "أنا الرئيس الشرعي لمصر". وعلى الجانب الآخر، طالب المدعون بالحق المدني وعدد من الإعلاميين المتواجدين داخل قاعه المحاكمة إنزال عقوبة الإعدام بحق الرئيس المعزول مرسي، لتسببه في قتل المتظاهرين امام محكمة الاتحادية.