أكد حمدين صباحي، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، أنه سينسحب من سباق انتخابات الرئاسة إذا تم الاتفاق على نظام برلماني للحكم، قائلاً: " نحن نريد برلمانًا قويًا يحد من صلاحيات الرئيس ولا يطلقه فوق المحاسبة، وفي نفس الوقت لا يكون الرئيس فقط لبروتوكولات العلاقات الخارجية ". وأضاف، في لقائه بجمعية سيدات مصر " ليونز مصر الجديدة ": " أنا ناصري، لكني مرشح شعبي، ليس لتيار ناصري أو لحزب الكرامة ". أكد صباحي يقينه بأن الله أعطى لمصر القدرة على أن تخلق مجتمعًا يليق بهذه الثورة العظيمة، فلا توجد ثورة في تاريخ الإنسانية تسقط ما يريده الناس وإنما تقوم بما يريده الناس، مضيفًا: " نهتم كثيرًا بمعركة ضخمة عن قضية الهوية، لكني أؤكد أن شخصية مصر استقرت نتيجة تكونها عبر السنين، وعرفت كيف تبني حضارة، فنحن شعب متدين بطبعه مسلميه ومسيحييه "، مؤكدًا سعادته بدعوة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الذي يعيد دور الأزهر لمصر، بطرحه وثيقة تؤكد على أربع حريات: الاعتقاد، والرأي، والبحث العلمي، والإبداع. وأكد صباحي أنه عندما يتحدث الأزهر عن هذه الحريات في حضور البابا و قيادات السلفيين والأحزاب الليبرالية و اليسارية؛ نكتشف أن بيننا أرضية مشتركة، فمصر تكتشف نفسها بعد 25 يناير لكنها لم تعد شخصيتها. وأضاف المرشح المحتمل للرئاسة: " أننا مدينون لشباب الثورة و شهدائها و مصابيها الذين يتعرضون اليوم لحملات من التشويه والتخوين، والحديث عن القطيعة خطأ كبير، سواء بين الجيش والشعب أوالشعب والميدان، وحتى بين أنصار الدولة الدينية والعلمانية، ومن هنا أؤكد أن الإسلام لا يعرف دولة دينية، ومصر تريد دولة حديثة دستورية تعرف المساواة بين شعبها، وتجرم التمييز بين المصريين على أساس الدين أو العرق أو النوع، وهذه الدولة المدنية ليست علمانية تفصل الدين عن الدولة "، مستشهدًا بقول مكرم عبيد: ( أنا مسيحي دينًا ، مسلم وطنًا ). أما عن برنامجه؛ فقال صباحي: " أنا رجل أحلم بنهضة كبرى في مصر، ننتقل بها من دولة نامية إلى دولة متقدمة في 8 سنوات، لتكون من الاقتصاديات الصاعدة، وندخل ضمن ال30 دولة المتقدمة في العالم، وهذا هو هدف برنامجي القائم على نظام ديمقراطي، تنمية شاملة لتحقيق العدل الاجتماعي، ستكون المشروعات الصغيرة أساسًا جوهريًا للنهضة، بالإضافة لاستعادة 7 صناعات رئيسية: النسيج، الأدوية، والكيماويات، الأسمدة، الأسمنت، الحديد، والصناعات الهندسية؛ بما فيها السيارات، والسينما، وهي الصناعات السبع التي أسهم عبد الناصر في بنائهم، ثم تم إهدارها بتجريف كل عضلات الجسد الاقتصادي. أضفت لبرنامجي صناعات جديدة، هي الشمس والرمل، فمصر عليها أعلى سطوع للشمس، وبهذا نمتلك مادة خام مستمرة وغير قابلة للتناقص، ويمكننا بذلك إنتاج 7 أضعاف ما تنتجه ألمانيا التي على استعداد لإمدادنا بالخبرات واستيراد ربع احتياجها من الطاقة الشمسية، وبذلك لو استطعنا توظيف الشمس كمورد للطاقة، والرمل كمصدر للسيلكون؛ يمكننا أن نحقق لمصر من الشمس والرمل ما حققه النفط للدول النفطية ". كما طرح صباحي ضمن برنامجه رؤيته لتوسيع 6% من المعمور المصري في سيناء والنوبة والساحل الشمالي الغربي. وعن العلاقات الخارجية؛ أكد صباحي حرصه على استعادة العلاقات المصرية الأفريقية التي هدمها النظام السابق بدخوله في عداء غير مبرر معها، بالإضافة لإقامة علاقات ندية وودية مع الغرب تصون كرامة مصر وتحفظها. وقال: " سأخلص النية والقصد لنحقق برنامجي معًا، وإن لم أكن رئيسًا سنعمل أيضًا معًا من أجل تحقيقه ". وعن المجلس العسكري؛ أكد صباحي أن ما فعله الجيش المصري في 25 يناير يستحق كل تقدير على دوره في حماية مصر، ولا يوجد أحد فوق المحاسبة فمن أهان بنات مصر وسحلها لابد أن يحاكم. في ختام اللقاء؛ قدمت جمعية سيدات مصر درع الجمعية تكريمًا لتلبية صباحي دعوتهن، بالإضافة لطلبهن لقاءه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية.