عام انقضى وما زالت الثورة تثير جدلا واسعا في الشارع المصري والعربي بين مؤيد ومشارك في الثورة التي لم تكتمل بعد .. وبين مناهض ورافض لها من الأساس ..وبين فريق ثالث يجلس على الحياد يشاهد قنوات التليفزيون المصري ويطالب الثوار بالهدوء والتزام البيوت ومنح المجلس العسكري الفرصة من أجل عجلة الإنتاج - التي لم تدور في مصر على مدى ثلاثين عاما كاملة - وفجأة اصبح ثوار التحرير هم المتسببون في العطب الذي اصابها منذ ثلاث عقود او يزيد .... وبين كل هؤلاء على اختلاف اسمائهم - ثوار، فلول، كنبة، إسلاميين - تطل الذكرى الأولى لاندلاع الشرارة الأولى للثورة المصرية ... وسط دعوتين اساسيتين .. الدعوة الأولى يتبناها الثوار لاستكمال ما بدأوه في يناير الماضي لاسترداد الثورة التي سرقت ونزفت دماء غالية تحت وطأة محاولات مستميتة لإجهاضها ... والدعوة الثانية يتبناها المجلس العسكري الذي اصبح بقدرة قادر ( الحاكم بأمر الله ) بعد أن تسلم السلطة من الرئيس المخلوع في فبراير الماضي والى جانب المجلس تقف قوى كبيرة لا يستهان بها وهي القوى الإسلامية ( اخوان مسلمون ) اصحاب نصيب الأسد في نتيجة الانتخابات البرلمانية واصحاب الصفقة التي اصبحت معلنة عن منح المجلس العسكري صلاحيات وحصانة ضد المحاكمات، وسلفيون ( يؤتمرون بأمر الحاكم ويتبعونه ايا كان ويحرمون الخروج عليه حتى وإن كان جائرا ويكفرون الثورة والثوار بحجة أن ابليس هو أول ثائر في تاريخ البشرية الى جانب اغراض سياسية غير معلنة ) وفلول اكثرهم من مستفيدي الفساد في ظل النظام البائد .. واخيرا وليس آخر حزب الكنبة او الأغلبية الصامتة والتي ما زالت قابعة تحت شبح الخوف القاتل من اي تغيير يحدث في الحياة السياسية والعامة وشبح الخوف من الاقتصاد المنهار ومن الأيادي الخارجية التي فجأة اصبحت تلعب في أمن وامان مصر. كل ما سبق ليس بجديد على المتابع للأحداث منذ يناير الماضي ولكن ما لا استطيع ان افهمه هو ما قرأته في ستايتس عند احد الأصدقاء على صفحته في الفيس بوك .. كتب ذلك الصديق يقول 25 يناير 2012 عيد نكسة مصر التي باعها العملاء والخونة تنوعت الردود بين مؤيد لكلامه ومعارض لرأيه بين اختلاف مهذب واختلاف يصل لحد السباب ... استوقفني رد احداهن عليه وهي تؤكد أن 25 يناير هو عيد الشرطة ولن يغير لنا أحد اعيادنا القومية .. أقرأ وأقف وأتساءل هل حقا قمنا بثورة؟ .. لماذا لا يحترم قطاع كبير من المصريين الثورة التى احترمها العالم اجمع وشهد لها وللقائمين بها؟ .. كيف استطاع الإعلام الرسمي تشويه الثورة والثوار حتى اصبح كثير من المصريين يصدقون انهم عملاء وفاسقون يريدون الخراب والدمار للبلاد؟ .. كيف يرتضي قطاع كبير من المصريين الذل والهوان والفساد الذي استشرى في عهد النظام السابق؟ .. كيف كانوا يتقبلون فكرة التوريث دون غضاضة وكأننا عبيد في وسية يمتلكها مبارك وابناؤه ( جمال وعلاء )؟ .. كيف لا يتعاطفون ولو من منطلق انساني بحت مع الدماء التي سالت من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية ؟.. كيف ينسبون انفسهم الى حاكم جائر مثل مبارك ويهتفون باسمه حتى الآن ويطلقون على انفسهم (ابناء مبارك ) ثم يكيلون الاتهامات لمن يواجهون الموت في ميادين مصر؟!. 25 يناير قادم والصراع سيظل محتدما بين من اختاروا ان يكونوا ( ابناء مبارك ) ومن اختاروا أن يكونوا ( ابناء مصر ) .... وحده التاريخ سيحسم الأمر يوما ما . تحية عطرة في ذكرى يناير لكل شهداء الثورة ولشهداء الحرية والكرامة في كل مكان.