سيناريوهات "القاعدة" في مصر "المساواة في القتل عدل" جيش وشرطة ومدنيين التفجيرات والعمليات النوعية تحصد 500 شخصا في أقل من شهرين بالحدود الشرقية تشديدات امنية على الطرق الرئيسية و المجرى الملاحى لقناة السويس قوات تأمين مشتركة من الجيش والشرطة لرفع درجة الاستعداد لأي هجوم محتمل
مئات الضحايا للارهاب الاسود في شبه جزيرة سيناء ، سيناريو يتكرر منذ خمسة عشر عاما ، ويحصد في طريقه الابرياء من المدنيين والعسكريين ، الا ان الجديد تغيير منهاج الجماعات التكفيرية والجهادية هو نقل مسرح عملياتها من شرق البلاد الى العاصمة ومدن القناة. الحقيقة الغائبة في مسلسل تفجيرات سيناء والقناة هو التحالفات الخفية والمعلنة بين الاخوان وتلك الجماعات وارتباطها الوثيق بالقاعدة ، بالارقام والوثائق والتقارير التي تعرضها " المشهد" في هذا التقرير الذي يقدم اخر الاحصاءات عن سلسلة التفجيرات في سيناء ومدن القناة ، واستعدادات الجهات الامنية جيشا وشرطة في مواجهة ذلك ، بالاضافة الى الاثار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المترتبة على تلك العمليات ، ناهيك عن مخاوف توسيع هذه الجماعات لرقعة عملياتها الانتحارية في اماكن اخرى متفرقة ولا سيما بعد محاولة تفجير منزل وزير الداخلية ومؤخرا مبنى المخابرات الحربية بالاسماعيلية سلسلة العمليات الإرهابية في سيناء قبيل مذبحة الجنود الشهيرة على الحدود مع اسرائيل في رمضان الماضي كانت بداية استفحال العمليات ودخولها مرحلة المواجهة الشرسة في مواجهة مدنيين وعسكريين ابرياء حيث لم يكن الهجوم الذي تعرضت نقطة حدودية تابعة للجيش بالقرب من معبر كرم أبو سالم، والذي راح ضحيته 16 جندياً وأصيب 7 آخرين، أول العمليات الإرهابية بسيناء والمنطقة الشرقية ككل . أكتوبر 2004 ففي وقعت تفجيرات طابا بجنوبسيناء التى راح ضحيتها 34 قتيلا وفي يوليو 2005 حدثت تفجيرات شرم الشيخ التى أودت بحياة 67 شخصا معظمهم من المصريين، وتسببت فى إصابة 200 شخصا وفي إبريل 2006 وقعت ثلاثة تفجيرات بمنتجع دهب بجنوبسيناء، راح ضحيتها 23 قتيلاً، تبنت التفجيرات مجموعة أطلقت على نفسها جماعة «التوحيد والجهاد». وكذلك في أغسطس 2011 قتل جنديين مصريين تابعين لقوات الأمن المركزى بجنوب رفح . وفي يناير 2012 وقع هجوم على فندق طابا دون خسائر، حيث هاجم أربعة مسلحين فندقا فى مدينة طابا السياحية المصرية التى يرتادها سياح إسرائيليون، لكنهم لم يوقعوا أى خسائر. وكذلك في يونيو 2012 حيث قتل مجندين وإصيب ضابط وأربعة من أفراد الشرطة المصرية فى هجوم مسلح على نقطة أمنية بمنطقة وادى فيران فى محافظة جنوبسيناء وتتوالى الاحداث .. في يوليو 2012 مقتل جنديين مصريين فى مدينة الشيخ زويد أثناء تواجدهما فى دورية بالمدينة، عندما تعرضا لإطلاق النار على يد ملثمين من البدو يستقلان دراجة نارية. يوليو2012 خطف سائحين أمريكيين، حيث اختطف بدو من شمال سيناء سائحين أمريكيين ومرشدهما المصرى، وطالبوا بإطلاق قريب لهم تحتجزه السلطات، مقابل الإفراج عنهم أغسطس 2012 استشهاد 16 ضابطا وجنديا من قوات الأمن المصرية على أيدى ملثمين عند نقطة حدودية بمنطقة رفح المصرية أثناء تناولهم طعام الإفطار تحالفات ومصالح وتشير مجلة أمريكية الى أن الإخوان تتحالف مع «القاعدة» لتنفيذ عمليات إرهابية في مصر حيث ذكرت مجلة "فرونت بيج" الأمريكية، إن الإخوان المسلمين في مصر يتحالفون مع تنظيم القاعدة من أجل تحقيق أهدافهم المشتركة، مضيفة أن "لديهم العديد من الخطط لزعزعة استقرار مصر"، على حد قولها. وأشارت المجلة، عبر موقعها الإلكتروني ، إلى أن كلا من القاعدة والإخوان المسلمين التقيا سرا في الأردن, وركز الاجتماع على الصراع في كلا من مصر وسوريا. وذكرت المجلة أن الاجتماع تناول خطة بدء تحرك جهاديين سوريين وعراقيين إلى مصر من أجل تنفيذ عمليات إرهابيه بعد الاحتفال بعيد الأضحى, كما أشير في الاجتماع إلى أن محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري والهجوم على القمر الصناعي الذي هو جزء من نظام الاتصالات التابع لتليفزيون الدولة ما هي إلا محاولة لإثبات أنهم يمكنهم الوصول إلى المؤسسات الحيوية في القاهرة من جانبه أكد اللواء ثروت جودة وكيل جهاز المخابرات العامة السابق أن تصعيد العمليات الارهابية فى مصر وسيناء بصفة خاصة كان أحد أهم توصيات اجتماع التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين الذي عقد مؤخرا فى مدينة لاهور الباكستانية ، وأضاف جودة في تصريحات صحفية أن الرئيس المعزول محمد مرسى شريك أساسى فى كل العمليات الإرهابية التى تحدث الآن سواء بداخل سيناء أو خارجها، لأنه هو الذى سعى لتكوين قاعدة إرهابية لتنظيم القاعدة فى مصر، وهو الذى أفرج عن الإرهابيين الذين حكم عليهم بالاشغال الشاقة أو الإعدام، مطالبا بمحاكمته بتهمة الخيانة العظمى ونشر الفوضى والارهاب فى البلاد. خسائر و كوارث وبالرغم من تكرار عمليات التفجير لخطوط انابيب الغاز التي وقعت اكثر من خمسين مرة في نفس المنطقة كسابقة لم تحدث من قبل الا ان الخسائر المادية لم تتكبدها مصر وحدها حيث قالت «القناة السابعة» الإسرائيلية، أن تفجير أنابيب الغاز الطبيعي في شبه جزيرة سيناء كلف تل أبيب 187 مليون دولار في 2012 م وحده. وأشار «ميخال عبادي – بوينيانغو» المحاسب العام في وزارة المالية الإسرائيلية، إلى أن انقطاع مبيعات الغاز الطبيعي المصري إلى إسرائيل، بعد عمليات تفجير الأنابيب المتكررة أجبرت تل أبيب على استخدام وقود الديزل أكثر تكلفة. ونتيجة لذلك، وصلت ديون شركة كهرباء إسرائيل 19 مليار دولار بحلول نهاية عام 2012 م، وتم تسجيل الإنفاق باعتباره خسارة في الاستثمارات. صفقات الاخوان في سيناء وتتواتر الانباء صفقات جماعة الإخوان المسلمين مع الجماعات الجهادية المسلحة فى شمال سيناء، لعمل سلسلة من التفجيرات حيث تم رصد إتصالات بين عدد من قيادات الإخوان الموجودين برابعة العدوية، وعناصر جهادية خطرة بالشيخ زويد، من أجل تنفيذ عمليات إنتحارية تفجيرية هائلة، المستهدف منها تدمير عدد من أكمنة الجيش على خط الحدود الدولية مع الجانب الإسرائيلى، وقتل عدد كبير من قوات حرس الحدود. تكثيف الهجمات على مواقع الجيش والشرطة فى سيناء، وخلق حالة من الإنفلات الأمنى غير مسبوقة، وتنفيذ سلسلة من التفجيرات العشوائية فى مدن العريش ورفح والشيخ .. وفي هذا الاطار كان المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية العقيد أركان حرب أحمد محمد علي قد اشار في مؤتمره الاخير تعليقا على تفجير مبنى المخابرات الحربية بالاسماعيلية ان "العمل الارهابي الذي استهدف مكتب المخابرات الحربية بمدينة الاسماعيلية استمرار لسلسلة العمليات الارهابية الجبانة التي تنتهجها جماعات الظلام والفتنة ضد أبناء الشعب المصرى ". وأوضح المتحدث العسكري عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) ان الحصيلة الأولية للخسائر الناجمة عن الانفجار إصابة ستة من أفراد المبنى باصابات بسيطة ووقوع أضرار جزئية بالسور الخارجي لمكتب المخابرات الحربية . وكان التلفزيون المصري قد أعلن عن إصابة أربعة أشخاص في انفجار "يرجح أنه ناتج عن تفجير سيارة مفخخة" وقع بالقرب من مبنى المخابرات الحربية بمحافظة الاسماعيلية . وتكثف القوات المسلحة المصرية من دورياتها بمدن القناة الثلاث حيث شددت من إجراءاتها على الطرق الرئيسية وعمليات تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس مخاطر محتملة قال اللواء خليل حرب، مدير أمن السويس، أن قوات التأمين المشترك من قوات الجيش الثالث والشرطة المدنية المسئولة عن نفق الشهيد أحمد حمدي رفعت درجة الاستعداد وكثفت عمليات التأمين والتفتيش على السيارات المارة من وإلى السويس عبر النفق الرابط بين مصر وسيناء، عقب واقعة تفجير بمحيط المخابرات الحربية بالإسماعيلية . مدير الأمن في تصريحات صحفية أن هناك عمليات تمشيط قامت بها إدارة المفرقعات بجميع المنشآت الحيوية للتأكد بعد وجود اجسام غريبة أو سيارات مفخخة . من جانبه أكد وكيل المخابرات العامة السابق محمد رشاد، أن الحادث الذي وقع واستهدف مبنى تابعًا للمخابرات الحربية في مدينة الإسماعيلية لا يهدد أبدًا أمن المجرى الملاحي لقناة السويس لأن لقوات المسلحة تؤمّنه تأمينًا كاملاً، ولن يؤدي ذلك الحادث لتعطيل الملاحة به. وقال رشاد، في تصريحات خاصة لتليفزيون "سكاي نيوز"، إنه لا يمكن الفصل بين ما يحدث من عمليات إرهابية داخل المحافظات المصرية المختلفة وبين ما يحدث في سيناء، فتلك هي سياسة الجماعات الإسلامية التي نمت في ظل ما منحته لها جماعة الإخوان المسلمين من غطاء سياسي، مشيرًا إلى أن استهداف الجيش هو عمل إرهابي بحت وأن تلك الجماعات الإرهابية المسؤولة عنها نشأت وترعرعت في كنف جماعة الإخوان المسلمين. اشباح سيناء الاتهامات الأولية لحادث تفجير السيارة المفخخة بالقرب من مبنى المخابرات الحربية بالإسماعيلية، ينصب على الجماعة المتشددة التي يطلقون على أنفسهم "كتائب الفرقان" والتي تتمركز في إحدى المناطق القريبة من محافظة الإسماعيلية، وسبق لها استهداف السفن المارة بالقناة، وعدد من جنود الجيش والشرطة أثناء سيرهم على الطرق التي تربط الإسماعيلية بالمحافظات المجاورة. ويرى المراقبون أن "قيام تلك الكتائب بمثل هذه العملية يؤكد أن هناك تطورًا نوعيًا في الأساليب الإرهابية التي تستخدمها، حيث اعتمدت منذ ظهورها في أغسطس الماضي على استهداف المؤسسات الحيوية وجنود الجيش والشرطة بقذائف الآر بي جي والأسلحة الحديثة، كما حدث في استهدافها لسفن القناة والقمر الصناعي بالمعادي، ".