تحولت صلاة الإكليل إلى زفاف للسماء.. هكذا فعل الإرهاب الأسود أمس بكنيسة العذراء مريم والملاك ميخائيل بالوراق، وبطلقات غادرة أطلقها ملثمون من فوق دراجة بخارية بدون تمييز أودت بحياة 4 وأصيب 18 بينهم 3 مسلمين كانوا يجلسون على مقهى ملاصق للكنيسة. أغرقت دماء الأبرياء ساحة الكنيسة والمدخل الرئيسى للكنيسة التى تقع على الطريق الرئيسى بكورنيش النيل. وفر الجناة هاربين رغم أنه من المعتاد أن يشهد هذا الطريق زحاما شديدا لأنه يربط بين مداخل القاهرة والطريق الدائرى ولكن فى هذا اليوم وأثناء وقوع الحادث كان الطريق خاليا من الزحام ليفر الجناة دون أن يعترضهم أحد. وشهد محيط الكنيسة تواجدا شعبيا مكثفا من أهالي المنظقة – مسلمين ومسيحيين - حيثروى شهود العيان التفاصيل الكاملة للحادث الإجرامي. قال عياد زخارى احد خدام الكنيسة: فى هذا اليوم كانت هناك ثلاثة أكاليل زواج من الساعه السادسة حتى التاسعة وتم الإنتهاء من صلاة الاكليل الأول والثانى وكان أهالى الحفل الثالث يستعدون للدخول وكان أسر الاكليل الثانى يستعدون للخروج من الكنيسة، ففوجئنا بإطلاق نار كثيف من اثنين يستقلان دراجة بخارية من رشاش آلى أمطروا به الكنيسة بدون تمييز.. وكانت أولى الشهداء سيده تدعى "كاميليا حلمى عطية" بطلقة فى القلب أمام بوابة الكنيسة، مشيرا أن معظم المصابين من مناطق بعيدة عن الوراق - من منطقة الكوم الأحمر وأوسيم والمناشى. وقال القمص "دواد إبراهيم" - كاهن الكنيسة: أن حادث إطلاق النيران على الكنيسة لا يوجد به أى شبهة ثأر ولا ناتج عن انتقام، وإنما حادث يستهدف الأقباط، حيث إن إطلاق النيران تم بطريقة عشوائية ولم يستهدف شخصاً بعينه. وأشار إلى أن الكنيسة لا يوجد عليها أى حراسات منذ أحداث 14 أغسطس وحرق قسم شرطة الوراق وهو ما سهل مهمة الجناة فى اختيار الكنيسة لإطلاق الرصاص العشوائى، وطالب بتشديد الحراسات على الكنائس، سواء من قِبَل قوّات الجيش، أو الشرطة وضرورة القصاص للأبرياء الذين توفوا وأصيبوا، مضيفًا أن ما حدث شىء غير متوقع، وأن أيام الأحد من كل أسبوع تشهد حالة من كثافة المترددين على الكنيسة، لوجود أفراح بها. وقال شاهد عيان من أهالي الوراق، كان يحمل فى يده كيس بلاستيك به ملابس مغرقة بالدماء وملابسه أيضا مغرقة بالدماء وفتح الكيس لنشاهد الدماء وروى الاحداث وهو يدعى "مخلص رياض" قال: "هذه ملابس مريم نبيل التى توفيت وحملتها على كتفى وذهبت بها للمستشفى، فكنت أقف أمام الكنيسة ومر موتوسيكل أطلق منه ملثمان النيران من سلاح آلى على الكنيسة التى كانت تشهد زحاما يوم الاحد لوجود حفلات زفاف فسقط أمام عينى العديد من الأقباط ومنهم مريم نبيل، اخترق الرصاص جميع اجزاء جسدها وذهبنا بها لمستشفى معهد ناصر لتجرى عملية لها ولكن لم تتمكن من مواصلة الحياه لوجود اكثر من 10 طلقات بجسدها الضعيف." أمسك "مخلص" الكيس وأخرج الملابس وحذاء مريم ليشرح لنا ويشير لنا إلى مواقع الرصاص.. حتى أن حذاءها الصغير اخترقتها 3 رصاصات تركت ثقب بالحذاء ثم مسك بملابسها البنية وكانت الدماء تملأها.. واماكن الرصاص بجميع اجزاء ملابسها لترحل الطفله ويرقد والداها بالمستشفى يتلقيان العلاج وهما لا يعلمان برحيل ابنتهما.. ملابس مريم علامة شاهدة لبشاعة الارهاب الذى قتل طفلتين فى ليلة واحدة مريم نبيل ومريم أشرف فى مشهد ترتعب القلوب أمامه. انتقل المستشار ياسر عبد الطيف - رئيس نيابة الوراق، إلى كنيسة العذراء، وقام باجراء المعاينة التصويرية لمكان حادث إطلاق النار على حفل زفاف أمام كنيسة العذراء بالوراق واستمع لشهادات المصابين بالمستشفيات، كما قام فريق البحث الجنائى مساء أمس برفع الأدلة الجنائية وفوارغ الطلقات فى وجود اللواء كمال الدالى - مدير امن الجيزة. حصلنا على أسماء الوفيات والمصابين بالمستشفيات المتعدده قبل صدور قرار من القوات المسلحة بنقل المصابين الى مستشفى الجيش بالمعادى.. أسماء الشهداء: - كامليا حلمى عطية 55 عام توفت متاثرة برصاصة بالقلب من منطقة حلوان بالقاهرة - مريم اشرف مسيحة 7 سنوات طلقات فى الصدر توفيت بمستشفى الموظفين بالكيت كات - سمير فهمى عازر 45 عاما توفى بمستشفى معهد ناصر بشبرا من مركز اوسيم بالجيزة - مريم نبيل فهمى 12 سنه طلقات فى البطن والساق وتهتك بالطحال والمعده والكبد وهى من مركز اوسيم بالجيزة أما المصابون الذين نقلوا لمستشفيات متعدده منها الساحل ومعهد ناصر والموظفين والسلام او ابوالريش وصدر قرار بنقلهم الى مستشفى المعادى العسكرى. مصابى معهد ناصر: 1 - نبيله فهمى عازر 45 سنه جرح قطعى من طلق نارى فى القدم اليمنى وعنوانها مساكن الصلب - التبين - حلوان 2 - مارينا ماجد جورج خليل 13 سنه حرح من طلق نارى فى اليد اليسرى وعنوانها المناشى امبابه 3 - فرحه فهمى عازر 52 سنه طلق نارى اسفل الصدر الايسر وطلق نارى فى الذراع الايسر وعنوانها التبين حلوان 4 - عوض بطرس خليل روفائيل 39 سنه قطع بشرايين الساق اليمنى الخلفيه من طلق نارى وعنوانه شارع احمد انس حلوان 5 - شادى عياد جرجس 26 سنه كسر فى الفخد الايسر نتيجة طلق نارى وعنوانه الجزارين الوراق 6 - عماد السيد عبد الفتاح حسن 48 سنه طلق بالبطن من الجهة اليمنى وعنوانه شارع محمد ابو حسنين - المعتمديه - كرداسه 7 - محمد ناصر عيسى عبد الرحيم 24 سنه كسر فى الفخد الايسر نتيجة طلق نارى وعنوانه عزبة المفتى - الوراق 8- محمد ابراهيم على محمود 17 سنه طلق نارى بالبطن وعنوانه 9 ش محمد احمد حسنين - بولاق الدكرور ثانيا مصابى مستشفى الساحل: 1 - ابانوب مجدى زكى 24 عاما طلق نارى وتم علاجه وخرج الى منزله 2 - نبيل فهيم كسر مضاعف بالكاحل الايمن نتيجة طلق نارى 3 - راضى حنا ابادير نزيف بالكلى اليسرى من طلق نارى 4 - رامى سمير ماهر 25 عاما طلق نارى اسفل الركبه فتحة دخول وخروج 5 - هويدا رفعت راتب قطع طولى 30سم بالساق اليسرى وطلق بالساق اليمنى 6 - هدى فهمى طلق نارى فى الفخد الايسر ثالثا مصابى مستشفى الموظفين بالكيت كات: 1 - نرمين مجدى عطالله 27 سنه طلقات بالساق اليمنى 2 - معوض وجيه فهيم 45 سنه خرطوش فى الوجه رابعا مصاب بمستشفى ابو الريش: 1 - فلوباتير اشرف مسيحه 3 سنوات طلقات فى البطن ( حاله خطرة). خامسا مستشفى السلام الدولى اشرف عياد عطية حالة خطره فيما أمر المستشار أحمد البقلى - المحامى العام الأول للنيابات شمال الجيزة، ببدء التحقيق فى الواقعة وطلب تحريات المباحث العامة لضبط الجاني. وصرح اللواء "كمال الدالى" - مدير أمن الجيزة أن الحادث ارهابى لن يمر مرور الكرام وسوف يتم تعقب الجناه وقطع يد الإرهاب، وأن الشرطه تقوم بجمع التحريات حول الحادث مشيرا أنه تم الموافقه على نقل المصابين لمستشفيات القوات المسلحة للعلاج.. وأضاف أنه اصدر قرار بزيادة الحراسات على الكنائس لاسيما الكنائس الكبيرة. وقال القس "يسطس كامل" - كاهن كنيسة العذراء بالوراق أن الحادث يفجر أحزان الأقباط ويجعلهم دائما فى مرمى الإرهاب كورقة ضغط على الدولة لإثارة الفزع وهذا يعود لغياب الأمن بالمنطقة منذ 14 أغسطس بعد حرق قسم شرطة الوراق ونقل الخدمات إلى قسم إمبابة. والكنيسة لا توجد عليها أى حراسات رغم أنها تقع على طريق رئيسى وتخرج مسيرات اخوانية مستمرة تمر من أمامها مطالبا بتكثيف الحراسات.. وأشار أن الجثامين سوف يتم الصلاة عليها اليوم بحضور الأنبا يوحنا أسقف شمال الجيزة. اختفاء طفلتين قبطيتين بعد مذبحة كنيسة العذراء بالوراق: اختفت بالأمس طفلتين قبطيتين من أمام كنيسة العذراء بالوراق عقب اطلاق مجهولين النيران على الأقباط أثناء خروجهم من اكليل زواج وحتى الأن لم يستدل على الطفلتين وهما "مريم عادل كوكب" - 10 سنوات و"ايرينى عادل كوكب" - 6 سنوات. وقال اسحق ابراهيم - خال الطفلتين ان الطفلتين واسرهم من منطقة الكوم الأحمر وحضروا للمشاركة فى حفل زفاف لقريبهم، كان موعده فى التاسعة مساءا ولكن تم الغائه بعد اطلاق النيران وتوفى اثنين من أقارب العريس، وانه فوجئ باتصال من والد الطفلتين باختفاء الطفلتين. وقال: "انا اعيش بالوراق فتوجهنا لجميع المستشفيات للسؤال ولكن لم يستدل عليهما وعودنا مرة اخرى للكنيسة ربما يكون أحد اخذهما ولكن لم يستدل أيضا حتى الان عليهما، وقمنا بابلاغ الشرطه اثناء وجودها امام الكنيسة وحتى الان لم يتحدد مصيرهما. من جانبه بعث الاب رفيق جريش رئيس المكتب الصحفى للكنيسة الكاثوليكية بمصر برقية عزاء قال فيها: "تقدم الكنيسة الكاثوليكية وجميع هيئاتها وخدماتها خالص تعازيها لقداسة البابا تواضروس الثاني والمجمع المقدس وشعب كنيسة العذراء مريم بالوراق و أسر الشهداء ضحايا حادث الإعتداء على الكنيسة ولشعب مصر العظيم مسلمين ومسيحيين مستمطرين تعزيات السماء وسرعة الشفاء للمصابين والسلام والطمائنينة والوحدة لبلادنا العزيزة."
