تحت عنوان "كيف يسعي الجنرال السيسي إلي تأمين نفوذه وسلطته" في المشهد السياسي المصري كتبت مجلة "دير شبيجيل" الألمانية تقريراً مطولاً عن التسجيل الصوتي المُسَرّب الذي نشرته شبكة "رصد" الإخبارية. وتسائلت الصحيفة : ما هي خطط الرجل الأقوي في مصر ؟ وكيف يسعي للحفاظ علي منصبه دون مساس حال عدم فوزه في الإنتخابات الرئاسية وقالت المجلة الأكثر إنتشاراً في ألمانيا أن الإجابة عن هذا السؤال نجدها في المقاطع المسربة لحوار الجنرال السيسي. وأضافت أن عبد الفتاح السيسي بشكل رسمي هو وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة لكن الحقيقة هي أنه أهم رجل في مصر الآن فهو الذي عزل الرئيس محمد مرسي وهو الذي عيّن الرئيس الجديد كما أن الحكومة الحالية غير مستقله عنه وبالرغم من خارطة الطريق التي أعلنها والتي تشمل إنتخابات جديدة سريعة وتكوين حكومة منتخبة إلا أن المؤشرات جميعها تقول أن الجنرال لا يسعي للإختفاء من المشهد السياسي المصري بل العكس هو الصحيح فالسيسي رجل طموح وطموحه هذا كشفته شبكة رصد الإخبارية المتعاطفة مع الإخوان المسلمين من خلال نشرها لتسجيلات مسربة لحوار السيسي مع ياسر رزق رئيس تحرير المصري اليوم. المقطع الصوتي المسرب جاء فيه قول السيسي : "انت المفروض تقود حملة مع المثقفين لوضع فقرة في الدستور تحصن الفريق السيسي كوزير للدفاع وتسمح له باستئناف دوره حتى لو مدخلش الرئاسة" يأتي هذا بينما تتواصل الحملات المطالبة بترشح الفريق السيسي لرئاسة الجمهورية والتي تم خلالها جمع ملايين التوقيعات وهي الحملات التي لم يعرف بعد من الذي يقف ورائها فعلياً. وقالت "دير شبيجيل" فى تقرير ترجمته صفحة "قراءة فى الصحافة الالمانية" على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، أن المقطع الصوتي ذو الجودة الصوتية الممتازة يُحتمل بشكل كبير أنه حقيقي وهو ما أكدته "الفاينينشال تايمز" بإعلانها أن تحقيقاً داخلياً قد بدأ داخل صحيفة "المصري اليوم" بشأن المسئول عن التسريب وهو ما يؤكد صحة المقاطع المسربة. كان رئيس تحرير المصري اليوم قد أجري حواراً مطولاً مع الفريق السيسي تم نشره علي 7 صفحات كاملة مصحوبة ب 30 صورة شخصية للجنرال. " المصري اليوم" من جهتها قامت برفع دعوي قضائية ضد شبكة "رصد" متهمةً إياها بالتلاعب في الحوار والتشهير بشخصية عامة علي شبكة الإنترنت وهي التهمة التي كانت توجّه للصحفيين فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك عندما كانوا يحاولون كشف حالات فساد أو إنتقاد الديكتاتور مبارك وهي التهم التي تعرض صاحبها لغرامات مادية كبيرة وربما يواجه عقوبة السجن. الجنرال وعبادة الأشخاص بينما تتباين الأراء حول شخصية الجنرال يصنع بعض المصريين هالةً من القداسة حوله , فالبلاد تشهد حالة من الإنقسام العميق مما يجعل كثير من المصريين يعتقدون أن السيسي ربما هو الرجل القوي القادر علي فرض النظام مرة أخري وراح الإعلام الموالي للسيسي يصنع منه معبوداً جديداً يمثل أوضح صور "عبادة الأشخاص" بالإضافة إلي خلق هذا الإعلام حالةً من الوطنية الفجّة المتمثلة في شعار "مصر فوق الجميع" بالإضافة إلي عداء للأجانب يثير المخاوف. صور السيسي تتم طباعتها وتوزيعها بالملايين وتجد صورته علي شرفات المنازل وحوائط البيوت وحتي علي الكعك والحلوي والشيكولاتة. لكن الجنرال مكروه علي جانب آخر من الشعب المصري وهؤلاء هم من يرون أنه قاتل وأنه السفاح المسئول عن جريمة قتل أكثر من 1000 متظاهر في فض إعتصامي رابعة العدوية والنهضة جميعهم مدنيين كل جريمتهم أنهم تظاهروا ضد السيسي فكان جزائهم أن أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي عليهم فقتلت منهم من قتلت وأعتقلت منهم من أعتقلت دون محاكمة عادلة بالإضافة إلي إعتقال الصف القيادي الأول للإسلاميين بل والرئيس محمد مرسي ذاته والذي تحددت جلسة الرابع من نوفمبر موعداً لبدء محاكمته.