شهد عام 2011 الذى أشرف على الانتهاء العديد من الاحداث الساخنة على الساحة السياسية والاقتصادية في العراق ...ففي شهر يناير وفبراير الماضيين أنطلقت تظاهرات اجتاحت جميع المدن العراقية طالبت بعضها بإسقاط الحكومة وأخرى بتحسين الخدمات والقضاء على الفساد المالي والإداري ومحاسبة المقصرين . وشهد العراق تظاهرات جابت أنحاء البلاد تطالب بالإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد المستشري في مفاصل الدولة نظمها شباب من طلبة الجامعات ومثقفون مستقلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي الاليكترونى في شبكة الإنترنت . وشهدت حكومة العراق ظاهرة تقليل عدد الوزارات فيما أطلق عليه " ترشيق الوزارات" وشهدت نهاية العام اكتمال انسحاب القوات الأمريكية من العراق وفقا للاتفاقية الامنية. وأمهل رئيس الوزراء العراقى نوري المالكي الوزارات ومجالس المحافظات مائة يوم لتحسين الخدمات. كما شهد العام 2011 مطالبة حركة التغييرالكردستانية المعارضة بإنهاء نظام الحكم الحزبي في اقليم كردستان وتأسيس حكم جديد وتهيئة الأرضية لإجراء انتخابات نزيهة خلال فترة أقصاها ثلاثة أشهر. ووقع العراق خلال عام 2011 اتفاقية اقتصادية طويلة الامد مع الاردن لتحسين التبادل التجاري بين البلدين.
وعلى الصعيد الامنى شهد العراق خلال العام 2011 عدة تفجيرات طالت محافظات ديالى والكوت وتكريت والنجف وكركوك وكربلاء وبابل وشمال بغداد مما ادى الى مقتل واصابة العشرات من المدنيين ورجال الشرطة واتهمت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى تنظيم القاعدة بالوقوف وراء الهجمات التي استهدفت مناطق متفرقة من المحافظة ودعت إلى استحداث خطط أمنية . وقدم محافظ البصرة عبود شلتاغ استقالته من منصبه كما قدم محافظ بابل السابق سلمان ناصر الزركاني استقالته تلبية لمطالب المتظاهرين الذي طالبوا بإقالته وتحسين الخدمات وتوفير مفردات البطاقة التموينية . واعلن زعيم القائمة العراقية اياد علاوي التخلي عن منصب المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية العليا . واعلن سبعة نواب بالبرلمان العراقى انسحابهم من "القائمة العراقية" وتشكيل كتلة باسم "العراقية البيضاء" وتسمية النائب حسن العلوي رئيسا لها. واعلنت الكويت في السادس من ابريل الماضي عزمها إنشاء ميناء مبارك الكبير قرب الحدود العراقية بعد سنة من إعلان وضع وزارة النقل العراقية حجر الأساس لمشروع إنشاء ميناء الفاو الكبير ما تسبب بنشوب ازمة بين البلدين . و في العام 2011 هدد رئيس البرلمان العراقى اسامة النجيفي بسحب الثقة من الحكومة الحالية وإسقاطها ما لم تلب مطالب المواطنين ..
وعلى صعيد الانجازات الحكومية خلال العام 2011 افتتحت وزارة الكهرباء العراقية محطة الصدر الغازية بطاقة تصل إلى 320 ميجا واط وبقيمة 100 مليون يورو. وفي شهر مايو الماضى تقرر تأجيل عقد القمة العربية في بغداد الى مارس2012 ..كما صوت مجلس النواب على تعيين ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية هم طارق الهاشمي وعادل عبدالمهدي وخضير الخزاعي بعد جدل استمر أسابيع بشأن ضرورة تعيين نائبين فقط. وفي شهر يونيو صوت مجلس النواب العراقى على "ترشيق" الحكومة بإلغاء وزارات الدولة باستثناء وزارتي المرأة والمحافظات ليكون عدد الوزارات 29 وزارة. وتراجع زعيم التيارالصدري مقتدى الصدر عن قرار رفع التجميد عن جيش المهدي في حال عدم خروج قوات الاحتلال الامريكى من العراق مشيرا الى ان التجميد سيبقى وسيحصرالامر العسكري بلواء "يوم الموعود" بسبب ما أعلن عنه من وجود مفاسد بين صفوفه. وفي شهر أغسطس الماضى صوت مجلس محافظة البصرة على إعفاء رئيس المجلس من منصبه بطلب منه .
كما قرر رئيس الوزراء العراقى نوري المالكي إقالة وزير الكهرباء رعد شلال على خلفية توقيع عقود مع شركات وهمية بقيمة نحو مليار و700 مليون دولار. وشهد العام 2011 تقديم رئيس هيئة النزاهة رحيم العكيلي استقالته من منصبه بسبب ما وصفها ضغوطا سياسية مورست ضده. كما تم الكشف عن وثيقة صادرة عن ديوان رئاسة الجمهورية تبين أن الرئيس جلال الطالباني طالب وزارة المالية بصرف مبلغ مليوني دولار لتغطية نفقات سفرته الى الولاياتالمتحدة الأميركية للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما أثار مشروع قانون النفط والغاز الذي قدمته الحكومة للبرلمان ردود أفعال متباينة أكثرها حدة موقف التحالف الكردستاني ورئاسة إقليم كردستان . كما صوت مجلس محافظة صلاح الدين على اعتبار المحافظة إقليما إداريا واقتصاديا ضمن العراق الموحد مما سبب أزمة سياسية في البلاد.
وتوالت فى عام 2011 العديد من الاحداث بالعراق حيث اعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ايقاف العمليات العسكرية ضد القوات الامريكية لبدء انسحابها من العراق رسميا . وشهدت كركوك ترديا في وضعهاالأمني أثار قلقا كبيرا لدى سياسييها وسكانها من احتمال أن تتزايد موجة الهجمات بالتزامن مع قرب انسحاب القوات الأمريكية من البلاد نهاية العام الحالي .. في وقت صوت فيه البرلمان العراقى على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق والوقوف على الخروقات الأمنية التي تشهدها المدينة . واتفق رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي ورئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني على اجراء الاصلاحات السياسية والاقتصادية وتثبيت التوازنات الوطنية والدستورية والالتزام بالمبادرات السابقة لانجاح عملية الشراكة الوطن . وشهدت العاصمة بغداد وعدد من المحافظات خلال العام 2011 حملات اعتقال ضد العشرات من أعضاء حزب البعث المنحل والجيش العراقي السابق بعد ورود أسمائهم من وزارة الداخلية . وصوت مجلس محافظة "ديالى" على تحويل المحافظة الى اقليم مستقل اداريا واقتصاديا . وقرر حلف الناتو انهاء مهمته التدريبية في العراق بسبب عدم منحة الحصانة القانونية. وابلغت الحكومة العراقية شركة أكسن موبل بعدم قانونية العمل في اقليم كردستان.
كما بدأ مجلس النواب باستجواب أمين بغداد صابر العيساوي على خلفية ملفات فساد في الأمانة. وانهت القوات الاميركية انسحابها من العراق عبر منفذ "سفوان" الحدود . وعلقت القائمة العراقية خلال عام 2011 حضور جلسات مجلس النواب العراقى على خلفية عدم الالتزام بتحقيق الشراكة الوطنية وارسل رئيس الوزراء العراقى نوري المالكي طلبا الى البرلمان لسحب الثقة عن نائبة صالح المطلك على خلفية وصفه بالديكتاتور..اضافة الى عرض وزارة الداخلية العراقية اعترافات طاقم حماية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بقيامهم بأعمال إجرامية فضلا عن إعلانها صدور مذكرة اعتقال بحق الهاشمي بتهمة دعم الارهاب. كما لوح المالكي بامكانية التوجه لتشكيل حكومة الأغلبية في حال استمر وزراء العراقية بالامتناع عن حضور جلسات مجلس الوزراء.. واطلق التيارالصدري ميثاق شرف لحقن الدم العراقي.
وشهدت العراق في شهر ديسمبرالجاري افتتاح معرض بغداد للاعمار والإسكان بمشاركة 200 شركة عالمية وعربية ومحلية في وقت جددت فيه الحكومة تأكيدها أن خروج العراق من طائلة البند السابع مرهون بالموقف الكويتي من القضايا العالقة بين البلدين بما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية للبلاد خلال الأعوام المقبلة . وأعلنت وزارة النفط العراقية عن البدء بإنتاج 2000 برميل يوميا من النفط الخام من حقل الحلفاية في محافظة "ميسان" بعد أن تم عرضه للتطوير من قبل ثلاثة شركات نفطية ضمن جولة التراخيص الثانية فيما أشارت إلى أن الشركات ستقوم بإنتاج 535 ألف برميل يوميا خلال عام 2016 . وخلال العام 2011 تم قصف معسكرأشرف -المقرالرئيسى لمنظمة خلق الإيرانية المعارضة بقذائف هاون في حادث هو الأول من نوعه منذ عام 2007 في حين اتهمت منظمة خلق قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني بتنفيذ الهجوم . وكانت الحكومة العراقية قد اصدرت قرارا بإنهاء تواجد المنظمة في البلاد قبل نهاية العام الحالي باعتبارها منظمة إرهابية وشاركت بقتل عراقيين واخيرا "عصائب اهل الحق "اعلنت انخراطها في العملية السياسية وترك العمل المسلح. واضافة الى التفجيرات الاخيرة التي ادت الى مقتل واصابة العشرات بالعراق .. استضاف العراق الشهر الجارى المؤتمرالسنوي لاتحاد الصحفيين العرب في بغداد بحضوراكثر من 20 دولة عضو في الاتحاد ..وقال نقيب الصحفيين العراقي مؤيد اللامي حول مشاركة مصر في المؤتمر "أن مصر ليست جزءا من الأمة العربية فحسب وأنما هي أم الأمة العربية والدنيا وتستحق التكريم ."