صرح الرئيس السوري بشار الأسد أنه لا يستبعد تدخلا مسلحا أمريكيا ضد بلاده بالرغم من المناقشات الجارية بشأن تفكيك أسلحته الكيميائية، في مقابلة بثتها شبكة تيليسور الفنزويلية أمس الأربعاء. وقال الأسد معلقا على التهديد الأمريكي بضرب سوريا ردا على هجوم كيميائي تتهم واشنطن وحلفاؤها الغربيون دمشق بالوقوف خلفه "لو عدت للحروب التي خاضتها الولاياتالمتحدة ولسياسة الولاياتالمتحدة... على الأقل في النصف الأول من الخمسينيات... فهي سياسة تنتقل من عدوان إلى آخر بدءا بكوريا مرورا بفيتنام إلى لبنان إلى الصومال إلى أفغانستان إلى العراق".
واضاف في المقابلة التي اجريت معه في دمشق ونقلت نصها وكالة سانا السورية "هذه هي السياسة الأميركية التي نراها حاليا وهي نفسها التي كانت موجودة منذ عقود .. ولا أرى أن هناك سببا رئيسيا الآن ليجعلها تتغير، هذا يعني أن احتمالات العدوان دائما قائمة".
ويتواجه الغربيون والروس منذ أيام حول سبل إلزام سوريا بتنفيذ تعهداتها بشأن وضع اسلحتها الكيميائية تحت اشراف دولي وتدميرها وفق اتفاق روسي اميركي اعلن عنه في 14 سبتمبر في جنيف.
وجنب هذا الاتفاق دمشق ضربة اميركية بدت كانت وشيكة لاتهام واشنطن وحلفاؤها الغربيون نظام الأسد بالوقوف خلف هجوم كيميائي اوقع مئات القتلى في 21 أغسطس في ريف دمشق.
وقال الرئيس السوري معلقا على التزام دمشق بهذا الاتفاق ولا سيما بعدما وقعت سوريا على اثره اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية ان "سورية تلتزم عادة بكل الاتفاقيات التي توقعها". واضاف "قامت سوريا مؤخرا بالبدء بتسليم البيانات الضرورية لهذه المنظمة... وخلال فترة يقوم خبراء من هذه المنظمة بالمجيء إلى سورية للاطلاع على واقع هذه الأسلحة".
واكد "بالنسبة لنا في سوريا كحكومة لا توجد لدينا عقبات حقيقية، نحن دائما نضع احتمال أن يقوم الإرهابيون بوضع عقبات أمام المفتشين للوصول إلى الأماكن المحددة". طالب الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلاثاء مجلس الأمن الدولي ب"قرار حازم" ضد سوريا "للتأكد من ان نظام الاسد يلتزم بتعهداته".
وأقرت روسيا الثلاثاء بأان مشروع القرار الذي يجري بحثه حول سوريا يمكن أن يتضمن "إشارة" إلى الفصل السابع في حال انتهاك الاتفاق من قبل أاي طرف في النزاع السوري لكنها أكدت أن استخدام القوة لا يمكن أن يكون تلقائيا.
غير أن الأسد علق على مثل هذا القرار قائلا "إن حديثهم عن الفصل السابع لا يقلقنا في سوريا، أولا لأن سوريا ملتزمة بكل الاتفاقيات التي توقعها... ولان هناك توازن في مجلس الأمن لم يعد يسمح للولايات المتحدة كما كان الوضع سابقا باستخدام مجلس الأمن كمطية أو كأداة من أجل تحقيق أجنداتها الخاصة". وأكد أن "السوريين اليوم أكثر تمسكا بالدفاع عن وطنهم من قبل بكثير".