اشتعلت حرب التصريحات بين القوى الإسلامية في مصر و مفوضة الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، بعد تصريحات لها، ذكرت فيها أن إسلاميين سلفيين التقوا إسرائيليين في أوروبا . و أكد عماد عبد الغفور - رئيس حزب النور - اتصاله بالاتحاد الأوروبي في الفترة السابقة، وأكد أن سبب الاتصال كان بخصوص رؤية الحزب في السياسات الخارجية، والتعامل مع دول الاتحاد الأوروبي، و تبادل الخبرات والمعلومات في المجالات المختلفة.
و و أشار عبد الغفور إلي أن زيارة موفد الاتحاد الأوربي لمقر الحزب في المعادي؛ كانت لمناقشة موقف الغرب من سياسات الحزب، مشددًا على أنهم لم يتطرقوا في الحديث عن موقف الحزب تجاه إسرائيل. وشدد على أن الحزب لن يتفاوض مع الإسرائيليين، موضحًا: "في حال تولينا مقاليد البلاد فالوضع سيختلف، لأنك في تلك اللحظة ستتعامل معهم من موقع سلطة في البلاد، لا نغامر بمصالحها ولا أمنها؛ فمصر دولة تحترم معاهداتها، وهذا أيضًا لا ينفي تعديل الاتفاقية بما يحفظ سيادتنا الكاملة على أرضنا". وأضاف عبد الغفور: "أرسلنا الدكتور أحمد السيد لبروكسل بدعوة منهم؛ للتنسيق حول كيفية مشاركتنا في البرلمان الأوروبي، بعد فوزنا في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، ولم نناقش معهم غير هذه المواقف فقط". ونفى عبد الغفور أن يكون أحد من أبناء الدعوة السلفية أو التيار السلفي قد أقام علاقات مع بعض الجماعات المتطرفة، سواء في الغرب، أو دولة أفغانستان وباكستان؛ كما قالت مفوضة الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون. في السياق ذاته؛ أكد أحمد أبو بركة - المستشار القانوني للحرية والعدالة -: "أن ما يجري من محادثات بين الاتحاد الأوروبي و الحرية و العدالة هو حوار مفتوح لتبادل وجهات النظر حول معظم القضايا المطروحة، ومعرفة رؤية الحزب حولها، وليست مفاوضات بالمعنى المفهوم للتفاوض؛ لأن المفاوضات تكون حول قضية محددة". وأضاف: "من بين القضايا التي تم طرحها معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وأوضحنا أن مصر ملتزمة بالمعاهدة في إطار قانون المعاهدات، والذي يجيز لأي دولة مراجعة أي معاهدة أبرمتها كل فترة من الزمن، تقدر بخمس سنوات، وتراجع الدولة بعدها المعاهدة لمعرفة مدى مواءمتها لمصالحها، وعليها أن تقرر إبقاءها أو تعديلها أو إلغاءها. على جانبٍ آخر؛ أكد ناجح إبراهيم - القيادي بالجماعة الإسلامية، وعضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية -: "أن ما صدر من تصريحات عن مفوضة الاتحاد الأوروبي "كاثرين أشتون" لا يثير القلق أو المخاوف"، متسائلًا: "ما هي المشكلات من إقامة محادثات مع الاتحاد الأوروبي و دول الغرب مع قيادات التيار الإسلامي؛ طالما أنهم خرجوا من نطاق الدعوة إلى نطاق العمل السياسي؟" ونفى إبراهيم أن تكون لديه أية معلومات عن تلك المحادثات ومن يقوم بها، معتبرًا أن معظم هذه الاتصالات - لو صحت - ستكون بالتأكيد من أجل مصلحة إسرائيل وأمنها؛ لتخوفها من توتر العلاقة بين الطرفين. وشكك ناجح في أن تكون العلاقة بين الإسلاميين وإسرائيل متوترة؛ لأن من مصلحة الإسلاميين عدم الصدام، لا مع المجتمع الداخلي ولا الخارجي؛ فالعلاقة التي سيسعى لها الطرفان هي اللاحرب؛ لأن "من مصلحتنا نحن عدم اللجوء إلى الحرب؛ لأن كل الظروف المحيطة بنا لا تسمح بذلك".