دعت المعارضة الروسية إلى تظاهرات جديدة اليوم -السبت- في موسكو وجميع المدن الروسية الأخرى احتجاجًا على تزوير نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في الرابع من ديسمبر الحالى، والتي أثارت حركة احتجاج غير مسبوقة ضد نظام فلاديمير بوتين الذي يتولى الحكم منذ 12 سنة والمرشح للانتخابات الرئاسية في مارس المقبل. ومن المتوقع أن يشارك في تظاهرات موسكو وحدها عشرات الآلاف من الشباب والفئات الوسطى والصحفيين والمدونين وبعض أحزاب المعارضة غير الممثلة في البرلمان.. وتتوقع بعض المصادر أن يشارك أكثر من 100 ألف متظاهر في موسكو وآلاف أخرى في مدن مثل سان بطرسبورج وايكاترينبورج ورستوف وغيرها. وقد حشد الشباب الروسي عبر مواقع الاتصال الاجتماعي لهذه التظاهرات تحت شعار: "الشعب يريد انتخابات نزيهة " و " الشعب يريد روسيا بدون بوتين ".. ومن المتوقع أن تزداد حرارة تظاهرات اليوم بالرغم من أن درجة الحرارة في موسكو 6 تحت الصفر مع ظهور المعارض والمدون الروسي المعروف ألكسي نافالني (35 سنة )، والذي أُطلق سراحه أمس بعد أن اعتقلته قوات الأمن الروسية ووضعته في السجن لمدة 15 يوما بسبب احتجاجات السادس من ديسمبر الجاري.. ويتميز نافالني بقدرة عالية على مخاطبة الجماهير ولديه كاريزما شعبية كبيرة حيث يلتف حوله آلاف الشباب الروسي. من جهته أعرب الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشيف (80 عاما) عن نيته المشاركة في تظاهرات موسكو إذا سمحت ظروفه الصحية بذلك.. وقال الرئيس السوفيتي السابق إنه يشعر بالخجل من موقف بوتين الذي سخر خلال تواصله مع المواطنين عبر التليفزيون الأسبوع الماضي من الاحتجاجات غير المسبوقة ضد نظامه، وقال جورباتشيف في مقابلة مع صحيفة نوفايا غازيتا إن اللقاء التليفزيوني مع بوتين في 15 ديسمبر بعد التظاهرة الكبيرة للمعارضة في العاشر من الشهر الجاري كان الهدف منه تشويش عقول الناس.. وأضاف: "هذا أمر مؤسف ومعيب"، وكان بوتين خلال هذا اللقاء مع المواطنين عبر التليفزيون قد سخر من المعارضة واتهمها بأنها ممولة من الخارج، كما ندد بما سماه المحاولات الخارجية التي تحاك في الخارج ضد روسيا لزعزعة الاستقرار. ويتوقع تقرير أعدته مؤسسة كومكون لدراسة أنماط الحياة في روسيا أن يشارك ما بين مائة إلى مائتي ألف متظاهر اليوم "السبت" في تظاهرة موسكو.. وتجدر الإشارة إلى أن استطلاعات الرأي التي جرت منذ أيام في روسيا أظهرت تراجعا كبيرا في شعبية فلاديمير بوتين، حيث باتت تتراوح بين 36 % و42 % بعد أن كانت حوالي 70% خلال ولايتين من رئاسته روسيا من 2000 إلى 2008 .. ونتيجة لتراجع شعبية بوتين لا يستبعد البعض أنه سيضطر لخوض جولة إعادة ثانية في الانتخابات الرئاسية في مارس 2012 وذلك للمرة الأولى، حيث إنه فاز بالرئاسة الأولى عام 2000 والرئاسة الثانية عام 2004 من الجولة الأولى.