في تعليق لصحيفة "يسرائيل هايوم" على الأحداث المصرية، وصف الكاتب الإسرائيلي "بوعاز بيسموت" فى مقال له بعنوان "قوى غير متساوية" أن هناك ثلاث قوى غير متساوية تسيطر على الدولة المصرية الآن، أولها الجيش الذي قرر في جولة العنف الحالية استعراض القوة المفرطة، ثانيها الإخوان المسلمون الذين يستعرضون قوتهم في صناديق الانتخابات، ثالثها شباب التحرير العلمانيين الذين يتطلعون لإرساء الديمقراطية، والذين لم يتبق أمامهم اليوم سوى النزول للشارع والتظاهر مرة أخرى مطالبين بحل المجلس العسكري وبإقالة رئيس الحكومة الجديد الدكتور "كمال الجنزورى". أوضح الكاتب أنه فى الوقت الذي تشتعل فيها الأحداث فى مصر ويسقط العديد من الضحايا، تحتفل تونس بمرور عام على الثورة وبداية الربيع العربي للشعوب العربية. أما الشباب الذين نزلوا إلى شارع التحرير يشعرون بالإحباط مجددًا، يواجهون "جيش" لا يحاول حتى أن يبدي اعتدالاً، وفي صناديق الانتخابات يتلقون المزيد من الصفعات من التيار الديني. اعتبر "بوعاز" أن "الجنزورى" يعتبر رمزًا لإرادة الجيش وليس الشعب، ويهدف إلى إعادة النظام للدولة حتى لو كان هذا على حساب تظاهرات عنيفة، ووصف مهمته "بالمهمة المستحيلة"، خاصة أنه على مدار الأسابيع القليلة الماضية وقعت عدة جولات للعنف، حتى وصلنا للمرحلة التى يرفع فيها الجميع الأقنعة، فالجيش سيبدأ في التعامل بصرامة شديدة للغاية، والإسلاميون سيواصلون استغلال ذلك لعرقلة وضع الجيش، والشباب الصغير العلماني يواصل تلقي الخسارة. أما الجيش من جانبه فقد عين مجلسًا استشاريًا يضم 30 عضوًا من الشخصيات المعروفة سياسيًا، والذين من شأنهم منح المجلس العسكري صبغة مدنية، لكن العديد من المشاركين فى هذا المجلس قد تقدموا باستقالتهم بسبب الأحداث الأخيرة. وفى نهاية مقاله أوضح الكاتب الإسرائيلي أن مرحلة اللهو قد انتهت، والآن بدأت الحرب على القوة، لكن هذه الحرب ليست متكافئة، نظرًا لعدم تكافؤ القوى المشاركة فى تلك الحرب.