هدد قيس الخزعلي رئيس ميليشيا "عصائب أهل الحق"، بتصفية نشطاء ورموز التظاهرات الشعبية المناهضة للحكومة العراقية بقيادة نوري المالكي . ولم تقتصر تهديدات الخزعلي على قادة الحراك الشعبي في المحافظات الست المنتفضة منذ عشرة أشهر، وإنما طالت سياسيين قال إنهم يرتبطون بأجندات إقليمية. وكشف مصدر مقرّب من العصائب ل"صحيفة العرب" عن تشكيل فرقة قتالية مهمتها ملاحقة واغتيال ضباط الجيش العراقي السابق خصوصا طياريه وأجهزته الأمنية، موضحا أن التشكيل الجديد حظي بمباركة رئيس الحكومة نوري المالكي. وأشار إلى أن حملة ملاحقة واغتيال ضباط الجيش السابق، خاصة الطيارين الذين نفذوا طلعات جوية على جزيرة خرج، ومواقع إيرانية أخرى، أثناء الحرب العراقية الإيرانية، تندرج في إطار خطة إيرانية تنفذها مجموعات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، بحجة أن هؤلاء الضباط قد يشاركون بانقلاب عسكري يستهدف إسقاط حكومة المالكي. وكشف ذات المصدر عن عودة إسماعيل حافظ الملقب ب"أبو درع"، والمعروف ب"سفاح بغداد" إلى العراق، بعد أن تدرب في إيران وتلقى خططا بالشروع بحملة ترويع واختطاف واغتيال للشخصيات المناهضة للنفوذ الإيراني في العراق وتناصب العداء لحكومة المالكي. وأكد أن أبو درع المتهم بالضلوع في قتل المئات من العراقيين، وفي عمليات التهجير ببغداد، انضم إلى عصائب أهل الحق، وأنيطت به مهمة قيادة المجموعة القتالية الجديدة التي ستكون أولى مهامها، حسب المصدر، ترويع وتهجير السكان في مناطق كرخ بغداد، وصولا إلى إفراغ العاصمة من "مكون معين" تنفيذا للمشروع الإيراني الهادف إلى إضفاء الطابع الصفوي على عاصمة الرشيد، حسب وصف المصدر. ونوه المصدر إلى أن أبو درع شوهد في محافظة النجف جنوب العراق مؤخرا، وتنقل في أرجائها بموكب حراسة مكوّن من 50 عنصرا مدججين بالسلاح ويستقلون نحو عشر سيارات دفع رباعي، من دون أن تعترضه القوى الأمنية المنتشرة على طول الطريق بين بغداد والنجف. وكان زعيم التيارالصدري مقتدى الصدر قد قرر فصل أبو درع من جيش المهدي واتهمه بارتكاب جرائم بحق العراقيين وتبرأ من أفعاله ووصفها بأنها إجرامية وتتنافى مع مبادئ الإسلام. وأشاع انتشار أخبار عودة أبو درع إلى العراق، والتهديدات التي أطلقلها رئيس عصائب أهل الحق قيس الخزعلي ضد المتظاهرين المناهضين لحكومة المالكي وللدور الايراني في العراق، موجة من القلق والخشية من عودة أجواء العنف الطائفي الذي شهده العراق عامي 2006 و2007 وراح ضحيته آلاف العراقيين الذين قتلوا على الهوية، في ظل عجز حكومي على مواجهة المليشيات المسلحة ووقف خروجها عن سلطة القانون.