أكد علماء الأزهر المشاركين في القافلة الدعوية المشتركة بين مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف بمحافظة القليوبية اليوم أن قضاء حوائج الناس واجب كفائي إذا قام به البعض سقط الإثم عن الجميع وان لم يقم به أحد أثم الجميع والواجب الكفائي مقدم بلا شك على النوافل حتى يقضي ، بالإضافة إلى لأنه مسئولية تضامنية بين أبناء المجتمع جميعا من القادرين على سد الثغرات ورفع الكروب عن أبناء الوطن. ودعا العلماء فى القافلة برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف تحت عنوان ” قضاء حوائج الناس أولى من حج النافلة ” الأغنياء وميسوري الحال ورجال الأعمال في المجتمع المصري إلى التعجيل بقضاء حوائج الناس لأنه أفضل عند الله تعالى من تكرار الحج والعمرة في ظل الظروف التي تمر بها مصرن الحبيبة. وشدد العلماء على أن الأمة التي لا تمتلك كامل قوتها وكامل دوائها ووسائل أمنها من سلاح وعتاد فأولى بأبنائها أن يتوجهوا إلى سد هذه الجوانب قبل التفكير في حج وعمرة النافلة . كما أكد العلماء على أن قضاء حوائج الناس متسع ومتعدد وقد يكون صدقة جارية في إصلاح طريق أو بناء أو جسر أو مشفي أو مدرسة وهنا يبرز الدور الوطني للأغنياء في خدمة وطنهم والوفاء بحق النعمة التي منحهم الله إياها فشكر المال يكون بإنفاقه في سبيل الله وسائر وجوه البر وقضاء الحوائج. وأشار العلماء إلى أنه للأسف الشديد تقف الرؤيا الفقهية عند بعض المتصدرين للعمل الدعوى أو المنتسبين إليه عند حدود فقه الأحكام على سبيل التلقين أو التلقي دون غوص أو إدراك لفقه المقاصد أو الأولويات أو الواقع أو المتاح مما يجعل الغاية الأسمى لمقاصد التشريع غير واضحة عند بعضهم مما يجعل فريقا آخر منفصلا عن حاضره وواقعه والعالم الذي يعيش فيه والظروف المحيطة به . وأكد الشيخ محمد عبد الرازق وكيل وزارة الأوقاف في خطبة الجمعة بالقليوبية أن الوطن هو أغلى شيء على الإنسان ويجب علي المواطن أن يعمل جاهدا علي رفعته وتقدمه ، مشددا على أن مصر تمر بمرحلة حاسمة ولن يكسب شعب مصر معركة التقدم إلا بالعمل الجاد والتعاون بين جميع أفراد المجتمع وقضاء حوائج الناس. من جانبه، أوضح الدكتور مختار مرزوق عميد كلية أصول الدين بأسيوط فى خطبة الجمعة بالقليوبية أن المؤمن القوي أحب إلي الله من المؤمن الضعيف ومن علامة القوة أن يقوم المؤمن بمساعد الناس وقضاء حوائجهم ولاسيما بالمال والجاه ونحو ذلك وقد جعل الله مناط الخيرية في إيصال النفع إلي الناس فخير الناس أنفعهم للناس. بدوره، أكد الدكتور عبد المنعم أبو شعيع وكيل كلية أصول الدين بطنطا في خطبته أن من حكمة الله أن جعل الحج مرة واحدة في العمر وبأدائه يكون الفرض قد سقط عن الإنسان وإذا نظرنا إلي ظروف مجتمعنا نجد أنه يعاني من نقص شديد في كثير من الأمور فهناك المريض الذي يحتاج للدواء والشاب الذي لا يجد عملا والطالب الذي لا يجد سكنا أو كتبا أو مراجع كل هذه الأمور تجعلنا نقف ونطالب الأغنياء بالا يكرروا الحج والعمرة ويتوجهوا إلي فعل الخير فهذا أفضل للجميع وبناء للمجتمع وأفضل عند الله . من جهته، قال الدكتور محمد عبد العاطي رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية إن الحكمة من فريضة الحج هي تأكيد وجوب ترسيخ العقيدة في القلوب من خلال الامتثال للأوامر واجتناب النواهي من غير أن نجعل معرفتنا للحكمة من الأمر والنهي شرطا في تنفيذ الأمر أو النهي. وعرج فضيلته من خلال الخطبة علي بعض استنباطات العلماء للحكمة من الحج مركزا علي إظهار الجوانب البلاغية على الصعيدين الديني والدنيوي ، مذكرا جموع المصلين بأهمية قضاء حوائج الناس ، مبينا الدليل الشرعى على أنها مقدمة على حج النافلة إعمالا لفقه الواقع. وعن فريضة أمن المجتمع، قال الدكتور سعيد عامر أمين لجنة الفتوى إن أمن المجتمع واستقراره من أهم أسباب قوة الوطن وتقدمه ورفعته لان الفرد فيه يكون آمنا على نفسه وأهله وماله الأمر الذي يدفعه إلى دوام العمل والإنتاج بل وزيادته والابتكار والإبداع. وأضاف أن الأمن أحد ثمار الإيمان كما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية وهو أحد حقوق المسلم علي أخيه المسلم فلا يجوز تخويفه أو ترويعه أو تهديده وهو حق أيضا لغير المسلم علي المسلم كما جاء في القرآن الكريم. كما وجه الدكتور رمضان عبد العزبز عطا الله رئيس قسم التفسير وعلوم القرآن الكريم بكلية أصول الدين والدعوة بالمنوفية رسالة للذين عندهم القدرة علي المالية على الذهاب للحج كل عام أن يتوجهوا بأموالهم إلي غير القادرين والمدينين فهذا أولي من حج التطوع. كما طالب المصلين بالبحث عن المال الحلال لمن يريد أداء الحج والتوبة من جميع المعاصي التي تتعلق بحق الله وحق العباد. وقال الشيخ صبري عبادة وكيل وزارة الأوقاف إن تكرار الحج والعمرة مرتبط بحال الأمة ويسارها ووضع اقتصادها فإذا كان الاقتصاد قويا ومتينا وليس في الوطن جائع ولا عار ولا مريض فليحج ما شاء وإذا كان العكس فتنمية الوطن أوجب.