رفض الأمير السعودي "طلال بن عبد العزيز" الكشف عن أسباب استقالته من هيئة البيعة، معلقًا بقوله على صفحته الخاصة بشبكة الإنترنت -ردًا على اتصالات وكالات الأنباء العربية والأجنبية المستفسرة عن أسباب استقالته من هيئة البيعة-:"أفضل عدم التعليق على الموضوع حاليًا". كان الأمير طلال الأخ غير الشقيق للملك عبدالله استقال منتصف الشهر الجاري من "هيئة البيعة"، التي تتولى مسؤولية اختيار ولي العهد في السعودية، بدون أن يحدد أسباب الاستقالة، التي تعتبر أمرًا نادرًا في السعودية. وجاءت استقالة الأمير طلال بعد أكثر من أسبوعين بعد اختيار أخيه غير الشقيق نايف وليًا للعهد، بعد وفاة الأمير سلطان. وأنشئت هيئة البيعة بعد إجراء إصلاح في 2006؛ لتأمين انتقال سلمي للسلطة في السعودية، و هي تتألف من 36 عضوًا. و هيئة البيعة المؤلفة من 35 أميرًا، و يرأسها عميد آل سعود الأمير "مشعل بن عبد العزيز"، الأخ غير الشقيق للملك عبدالله، تختار ولي العهد بأكثرية أعضائها. و نص أمر تأسيس الهيئة على أنها تتكون من أبناء الملك عبد العزيز، أو أحفاده في بعض الحالات التي يحددها النظام، بالإضافة إلى اثنين يعينهما الملك، أحدهما من أبنائه، و الآخر من أبناء ولي العهد، و تقوم عند وفاة الملك بالدعوة إلى مبايعة ولي العهد ملكًا للبلاد. و كان الأمير نايف عين وليًا للعهد في 28 أكتوبر، بمرسوم من الديوان الملكي. و من المعروف أن الأمير طلال يرأس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة، الذي تتمحور أعماله حول تشجيع التعليم والصحة في البلدان النامية، و قد طالب مرارًا بضرورة تطبيق إصلاحات سياسية واقتصادية بالمملكة، التي تعد الدولة الأولى في إنتاج النفط عالميًا، محذرًا من أن بلاده قد تشهد اضطرابات على غرار ما يحصل في العالم العربي، في حال لم يتم إجراء إصلاحات عاجلة. ويلاحظ المراقبون أن شعبية الأمير طلال بدأت تتزايد في السعودية بشكل خاص، و منطقة الخليج العربي بوجه عام. و عزى ديبلوماسيون غربيون وعرب في العاصمة السعودية الرياض -تحدثوا إلى"يونايتد برس انترناشونال"- ذلك إلى "قرب الأمير طلال من الناس، والتصاقه بقضاياهم المصيرية وهمومهم اليومية، إضافة إلى تمتعه بثقافة عالية، وتقبله الآراء المخالفة لرأيه، والتفاعل مع مناقشات أصحابها". و تقول دوائر مقربة من الأمير طلال إنه و رغم استقالته من الهيئة إلا أنه"حريص جدًا على تماسك و وحدة الأسرة المالكة، باعتبارها ضمانًا شرعيًا لاستمرارية وحدة واستقرار البلاد، رغم العقبات التي لا تزال تعترض مسيرة الإصلاح التي يقودها الملك عبد الله بن عبد العزيز".