يحتفل الشاعر الكبير رفعت سلام هذه الأيام بعيد ميلاده الستين، كما يحتفل في الوقت نفسه بصدور ترجمته للأعمال الكاملة للشاعر السكندري قسطنطين كفافيس، والتي أصدرتها الهيئة العامة لقصور الثقافة منذ أيام قليلة. و يقيم المركز الثقافي اليوناني بالقاهرة بهذه المناسبة احتفالية خاصة بسلام، يوقع فيها إصداره الجديد كما يحتفل مع أصدقائه بعيد ميلاده. ولد رفعت سلام في السادس عشر من نوفمبر عام 1951 في مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية. وهو في الأصل ينتمي لعائلة من بلدة منية شبين بمحافظة القليوبية. تخرج في جامعة القاهرة عام 1973 بعدما درس فيها الصحافة. ويعد سلام واحدا من أهم شعراء العربية في العصر الحديث، ويصنفه النقاد كرائد من رواد ما يعرف ب"جيل السبعينيات" في مصر، وهو الجيل الذي يضم مع سلام نخبة من أهم الشعراء في تاريخ مصر الحديث، نذكر منهم، على سبيل المثال: حلمي سالم، حسن طلب، علي قنديل، وليد منير، أحمد طه، محمد سليمان، محمد آدم، فريد أبو سعدة، عبد المنعم رمضان، شعبان يوسف، وغيرهم. يتميز إنتاج سلام بالتنوع والكثرة والرقي الأدبي، فهو شاعر ومترجم، وصحفي، وباحث له العديد من الإسهامات النقدية والبحثية. ففي مجال الشعر أصدر دواوين: " الغربة والانتظار، وردة الفوضى الجميلة، إشراقات رفعت سلام، إنها تُومئ لي، هكذا قُلتُ للهاوية، إلى النَّهار الماضي، كأنَّها نهاية الأرض، وحجر يطفو على الماء". وفي مجال الدراسات النقدية والأدبية أصدر سلام : "المسرح الشعري العربي، بحثا عن التراث العربي: نظرة نقدية منهجية، وبحثا عن الشعر"، كما ترجم العديد من الأعمال نذكر منها: " الغجر" لبوشكين، "غيمة في بنطلون" لمايكوفسكي، "الإبداع القصصي عند يوسف إدريس" لكربر شويك، "الشيطان" لليرمونتوف، "اللذة الأولي" و"البعيد" لريتسوس، "هذه اللحظة البعيدة" قصائد مختارة من كرواتيا، "قصيدة النثر" لسوزان برنار، "شعرية كفافيس" لجوزدانيس. كما ترجم الأعمال الشعرية الكاملة لكل من بودلير وكفافيس. تناول العديد من النقاد إنتاج سلام بالنقد والتحليل والدراسة، نذكر منهم د.محمد عبد المطلب، د.محمد فكري الجزار، د.علي البطل، د.فاطمة قنديل، د.أحمد الصغير،إدوار الخراط،، هناء عبد الفتاح، عادل حلمي بدر. رفعت سلام شاعر مخلص للشعر، كتابة وترجمة ودراسة، نشرا ومعايشة، لم يطر مرة إلا خارج السرب الرتيب، أو كما يقول عن نفسه "خارج على الصفوف والطوابير"، ينشد إشراقاته آملا الوصول إلى النهار الشعري الجميل. ونحن تجاه مبدع بحجم رفعت سلام لا نملك إلا ان أن نقول له: كل عام أنت بخير.