تشهد شعبية الرئيس باراك أوباما قفزة طفيفة في استطلاعات الرأي، بسبب الاستقرار النسبي في أسواق المال الأميركية، مع تخبط منافسيه الجمهوريين في فضيحة جنسية تطال مرشحهم في الانتخابات التمهيدية هيرمان كاين وما رافقها من تراشق اتهامات بين الحملات. قالت صحيفة "الحياة" اللندنية إن استطلاع مركز «إيبسوس» الشهري أعطى قفزة لأوباما من 47 إلى 49%، وذلك بعد أسابيع خصصها الرئيس الأميركي إلى جولات على مدن الجنوب لتسويق «خطة الوظائف» العالقة في أدراج الكونغرس بسبب تحفظات الجمهوريين على مضمونها. كما استفاد أوباما من الارتفاع في أسواق الأسهم الأميركية في الأسبوعين الماضيين بعد الإعلان عن اقتراب الاتحاد الأوروبي من الوصول إلى اتفاق في شأن أزمة الديون والوضع في اليونان، كما أعطى تراجع نسب البطالة من 9.1 إلى 9% فرصة للبيت الأبيض للقول بأن الاقتصاد الأميركي يسير في الاتجاه الصحيح ولو ببطء، واستفاد أوباما انتخابياً من مقتل القذافي ومن ثم إعلانه الانسحاب من العراق نهاية العام. أيضا ساعد أوباما تخبط أحد أبرز مرشحي الحزب الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية هيرمان كاين في فضيحة جنسية، واتهام الحملات بعضها لبعض بتسريب الخبر. وتعود الفضيحة إلى تسعينيات القرن الماضي، حين واجه كاين الذي يتصدر السباق اليوم، دعوتين قضائيتين بالتحرش الجنسي وجرى فيهما دفع تعويضات لتسوية قانونية بلغت 45 ألف دولار لواحدة منهن. اتهمت حملت حاكم ولاية تكساس ريك بيري بتسريب الخبر. والتي نفت ذلك واتهمت بدورها حملة حاكم ولاية ماساشوستس السابق ميت رومني بتسريبها. ويعتبر كاين، رجل الأعمال الأفريقي الأميركي، الذي يملك سلسلة مطاعم «بيتزا»، المرشح الأقرب إلى القاعدة اليمينية وحركة «حزب الشاي». في المقابل يُعتبر رومني الأقرب إلى المؤسسة الحزبية، ويحاول استقطاب تأييد اليمين والإنجيليين الذين لدى بعضهم تحفظات على مذهب «المورمون» الذي ينتمي إليه المرشح ومواقف سابقة له من موضوع الإجهاض والضمان الصحي. وعلى رغم إشارة أوباما إلى أن الانتخابات الرئاسية هي «آخر ما يُفكر به اليوم»، يركز البيت الأبيض والحزب الديموقراطي هجومه على رومني الذي يبقى الأكثر أرجحية في الفوز في الانتخابات التمهيدية التي ستبدأ مطلع السنة المقبلة، إذ تعطي عدم جاهزية كاين في الملفات الخارجية وزعمه أن «الصين تعمل على تطوير سلاح نووي وهي تهديد عسكري لأميركا»، أفضلية لرومني الذي يسبق أيضاً في جمع التبرعات المالية ويحظى بتأييد من كبار الشركات الأميركية الممتعضة من بعض سياسات أوباما، ويحاول البيت الأبيض تصوير رومني بصورة السياسي المتقلب الذي انتهج سياسات «ليبيرالية» حين كان حاكماً لولاية ماساشوستس. وهذا هو التكتيك نفسه الذي استخدمه الرئيس السابق جورج دبليو بوش ضد مرشح الديموقراطيين جون كيري في 2004، ونجح بعدها بالفوز بولاية ثانية، غير أن أرقام البطالة وبطء نسبة النمو (2.5 في المئة) تبقى التحدي الأكبر أمام أوباما، الذي لايزال يتقدم على منافسيه الجمهوريين، إنما قد يواجه مصير جورج بوش الأب أو جيمي كارتر في حال وقوع مفاجآت في الشأن الاقتصادي المهيمن على الانتخابات الأميركية. ويُعتقد أن انتخابات الرئاسة في نوفمبر 2012 ستكون «الأغلى ثمناً» في تاريخ الولاياتالمتحدة، كما ذكر مركز «سنتر فور ريسبونسيف بوليتيكس» بنحو ستة بلايين دولار مقارنة مع بليون دولار تكاليف الانتخابات الرئاسية عام 2008 بعدما تم تليين قواعد مساهمة الأفراد والشركات والنقابات في الحملات.