أود أن أبدأ إطلالتى فى "المشهد" بسلام تجاه كل أهل المحروسة.. فنحن المصريين منا من يجنح لليسار .. ومنا من يجنح لليمين ومنا الليبرالى ومنا القومى لكن يظل أغلبنا بعيدًا عن هذه التفسيمات والألوان.. لا رفضًا لها -لا سمح الله- ولكن لشعورنا أننا أبناء ثقافة أوسع وأرحب وأشمل من كل الأطياف السياسية. هذه الأطياف المطروحة فى أرض المحروسة تتراوح بين أربعة تيارات: - التيار اليساري - التيار الليبرالى - التيار الإسلامى - التيار القومى جميعهم مصريون .. يحبون الوطن ويحرصون على قوته ووحدته.. ولكن اليساريين .. يحملون شرف المواجهة.. واتساع الحلم.. الانحياز للبسطاء, وهى مبادئ لا يختلف عليها المصريون وتحديدًا من قصدتهم فى المقال من هم خارج التلوينات السياسية.. ولكن تغيب عن اليساريين الرؤية الواقعية والتعامل الفعلى المباشر مع الشارع المصرى.. ولكن يبقى بيننا وبينهم اتفاق وارضية مشتركة تصلح للتعاون. - الليبراليون.. يحملون اتساع الأفق وكسر القيود والحرية.. وهو ما يكفى كأرضية مشتركة للتعاون والاتفاق.. ولكن معظم المصريين لا يحبذون الهجوم على معتقدات اللآخرين أو الاستخفاف بها حتى وإن كانت غير مقنعة للبعض.. فنحن المصريين نحترم الآخر وعيوبه مهما كانت ولك أن تتأمل وصف المصريين لصاحب العين المصابة التى لا تبصر يقول لك عليه (عنده عين كريمة) - الإسلاميون.. يكفينا أرضية مشتركة معهم المرجعية الإسلامية.. التى تدعو للحق والعدل.. ولكن لا نستطيع الاتفاق حول تهميش دور مصر -كما ينادى فصيل منهم- (الإخوان فى رؤيتهم لدولة خلافة تكون مصر مجرد ولاية فيه).. وهو تصور غير منطقى وظالم لمصر ولمكانتها وقيمتها لأنه لا يستقيم ان تتساوى قيمة مصر مع بلد مثل قطر أو الصومال مع كامل الاحترام للشقيقتين. وتصور فصيل آخر لمصر على انها بلد كافر ويجب ان تصبح سعودية حتى يرضى عنها الوهابيون مثلاً.. فالوهابى يقبل بأخيه المسلم الأمريكى وأخيه المسلم الماليزى وأخيه المسلم الأفريقى كما هم .. وعندما يأتى للمسلم المصرى (يركبه ميت عفريت وراسه وألف سيف إلا لازم يبقى سعودى الثقافة فى اللبس والشكل وطريقة التلاوة حتى يتم قبوله كأخ مسلم دونًا عن كل مسلمى العالم).. وهو وضع غريب يخرجنا من المقاصد الدينية إلى الحروب الثقافية.. لكن يبقى المشترك بيننا وبين أبناء التيار الإسلامى كثيرًا - القوميين.. هم آخر تجارب الوحدة بكل ما فيها من نجاح وفشل.. وهو حلم نتفق عليه جميعًا وإن اختلفت السبل.. وقد اثبتت ثورات الربيع العربى وحدة الشعب العربى.. فالجسد الذى ينتفض كله فى وقت واحد, هو جسد واحد.. ولكن نختلف معهم فى أن الوحدة التى تقرر من الحكام بقرارات فوقية هى وحدة تحمل عوامل فشلها داخلها.. يجب ان تتم الوحدة بناءً على رغبة الشعوب وتحقيقًا لمصالحها.. ولكن يبقى المشترك بيننا كثيرًا. - ------- - وعليه فالمشترك أكثر من الاختلاف وهو ما يعطى أملاً فى التلاقى والتعاون والتواصل .. دعنا نتجاوز الاختلاف أملاً فى التوحد والعمل المشترك لرفعة مصر وإعادة بنائها على قواعد التواصل لا الإبعاد. - وبمنتهى السلام تجاه كافة التيارات أدعوهم للاتساع واستيعاب الآخر.. لأن هذا هو الحل الوحيد.. صدقونى.