قام المستشار عبد الله الشاذلى -المحامى العام لنيابات جنوبسيناء- بإجراء التحقيقات المبدئية للوصول إلى السبب الحقيقى وراء نشوب حريق هائل بالعبارة "بيلا"، مما أدى إلى احتراقها بالكامل. وتوجه الشاذلى إلى ميناء نويبع البحرى يرافقه 15 من أعضاء النيابة العامة، حيث باشرت النيابة تحقيقاتها مع العاملين على العبارة وعدد 350 ناجياً من العبارة المنكوبة، حيث تم التحقيق مع أول الناجين الذين وصلوا عصر أمس الأول إلى مرفأ طابا البحرى البالغ عددهم 64 ناجياً، ثم انتقل أعضاء النيابة العامة لإجراء باقى التحقيقات مع بعض الناجين الذين وصلوا إلى ميناء نويبع البحرى على متن العبارة "آيلة" والقارب السريع "كوين نفرتيتى" وعددهم أكثر من 1180 راكباً، حيث اعترف أمام النيابة بعض العاملين على متن العبارة "بيلا" والبالغ عددهم 5 عاملين من غير الفنيين، أن السبب وراء اندلاع الحريق قد يرجع إلى سوء تخزين أمتعة وسيارات الركاب داخل مخزن العفش وجراج العبارة، وقد يكون حدث ماس كهربائى بأحد أجهزة التكييف الذى تولدت منه شرارة صغرى إلى بعض الأمتعة وامتدت بعد ذلك ألسنة اللهب إلى جراج العبارة، مما أسهم فى اشتعال النيران بسيارات وأتوبيسات وشاحنات الركاب، خاصة أن جميعها مزود بتانكات وقود سريع الاشتعال. فى الوقت نفسه، جاءت بعض أقوال الناجين فى صالح طاقم العبارة وفريق الإنقاذ والعاملين عليها، مؤكدين أمام النيابة العامة أن دورهم كان رئيسياً فى إنقاذ أعداد كبيرة من الركاب تلخص فى سرعة فك القوارب المطاطية والخشبية المثبتة على جانبى العبارة والإسراع بهبوطها إلى المياه. كما اتهم البعض الآخر شركة الجسر العربى بالتقصير فى سرعة الإنقاذ وإطفاء المركب، حيث كانت بعض قوارب النجاة تالفة وساعدت على إدخال المياه إلى داخلها وأنها وراء الحريق الذى نشب بسبب حمولتها الزائدة. بينما أثبتت النيابة العامة فى محاضرها الرسمية حقوق جميع الركاب، فيما يتعلق بالأضرار المادية والمعنوية التى لحقت بهم خلال وأثناء وبعد نشوب الحريق. ومازالت النيابة تجرى تحقيقات موسعة مع باقى طاقم العبارة من المتخصصين فى التشغيل والإبحار والإطفاء والصيانة الدورية والمسؤول الرئيسى عن سلامة العبارة "بيلا".