يقدم مركز "المصطبة للموسيقى الشعبية" تراث أهالي النوبة و جمال موسيقاهم وألحان السمسمية الشهيرة، فضلاً عن الألحان البدوية وغيرها من الموسيقي والألحان التراثية التى تمثل جوهر الحياة فى الجنوب، والذي تحاصرك أجواؤه بمجرد زيارة المركز في قاعة الطنبورة بشارع عابدين في وسط البلد. ويذكر الفنان زكريا إبراهيم - مدير المركز ومؤسسه - المزيد حول هذا المركز فيقول: "وضع علي عاتقى منذ تأسيسه عام 2000 إحياء الموسيقي الشعبية وتوثيقها وتطويرها، فكان تأسيس فرق "الجركن البدوية" و"الطنبورة البورسعيدية" و"الحنة" و"البرامكة" و"دراويش أبوالغيط" وغيرها من الفرق الموسيقية التي تخصصت كل واحدة منها في إحياء التراث الشعبي". ويضيف زكريا أنه بادر بتأسيس مركز المصطبة ليعرض من خلاله نشاط الفرق التي أسسها لحفظ التراث الغنائي الشعبي لكل منطقة داخل مصر، بعد أن لمس أن العوامل التجارية تأتي على حساب الاهتمام بالمضمون ولتملأ الفراغ الذي لم تنجح فرق قصور الثقافة في شغله، بسبب الطريقة البيروقراطية التي تدار بها، وكانت البداية بتأسيس فرقة "الطنبورة" البورسعيدية لأنه من أبناء هذه المحافظة وكان ذلك في نهاية الثمانينيات، وتمكنت الألحان البورسعيدية الشهيرة من تقديم عدة عروض ترفيهية في عدة دول أوروبية. وتابع: "نجحت بعد ذلك في تأسيس فرقة "الوزير" في الإسماعيلية من خلال الاستعانة بالفنانين الأصليين أصحاب هذه الموسيقى، والذين كادوا يفقدون الأمل من قلة الاهتمام، كما أن أغلبهم مات دون أن يعلم الآخرون أسرار موسيقاهم وألحانهم التراثية التي كادت تموت معهم، وتبعها تأسيس فرقة "الحنة" في السويس و"الجركن" في شمال سيناء، و"الرانجو" التي تقدم موسيقى الأقلية السودانية في مصر الذين جاءوا للمعيشة فيها في عهد محمد علي، ونجحت هذه الفرق التراثية في تقديم عروض متنوعة جذبت فئات متنوعة ما بين السائحين والأسر والشباب الذين أقبلوا على مشاهدة عروض هذه الفرق التراثية بعد الثورة، حيث كانت لها مشاركات في ميدان التحرير خلال الأحداث، فأغاني محافظات السويس وبورسعيد والإسماعيلية تمتاز بالطابع الحماسي، وهو ما تجاوب معه الثوار في الميدان، كما أن الكثيرين زاد لديهم الاهتمام بالموسيقى الشعبية منذ ذلك الحين بعد أن ساد "التغريب" طويلاً". وأردف: "اعتمدت على نفسي على مدار 23 سنة في تمويل هذه الفرق التراثية لإيماني الشديد بما أفعل رغم مواردي المالية البسيطة، وكان اعتمادي في الأغلب على إيراد الحفلات والجولات خارج مصر حتي بدأت مؤسسة فورد الأمريكية تدعمني في الفترة من 1994 وحتى 2007 وتمكنت أيضًا من تسجيل أعمال الفرق على CD وبيعها".