قرر الكاتب الكبير إبراهيم أصلان، إرجاء اجتماع اللجنة العليا لمكتبة الأسرة، الذى كان مقرراً يوم الثلاثاء المقبل لحين استقرار الوضع فى الهيئة المصرية العامة للكتاب، على حد تعبيره. وأعرب أصلان عن أسفه لاضطرار الدكتور أحمد مجاهد لتقديم استقالته من منصب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب اليوم رسمياً إلى مكتب وزير الثقافة بعدما قام عدد من عمال المطابع فى الهيئة بمنعه من دخول مكتبه يوم الخميس الماضى. وقال أصلان -فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم- تعليقاً على استقالة الدكتور أحمد مجاهد، إن الأمانة تقتضى أن نقول إن ما جرى معه هو أمر غير ملائم. وأبدى أصلان استغرابه من مطالبة عمال فى الهيئة بصرف مكافآت على معرض القاهرة الدولى للكتاب، مع أن المعرض تم الغاؤه، وكذلك مطالبتهم بمكافآت على مشروع مكتبة الأسرة على الرغم من أنه لم يصدر عنها أى كتاب بعد. وأضاف أصلان، أن أحمد مجاهد بذل خلال الشهور الماضية جهوداً كبيرة حتى تعود هيئة الكتاب إلى نشاطها المعهود، فأصبحت المطابع تعمل بكامل طاقتها من خلال طبع كتب للأزهر ولوزارة التعليم، كما أنه تعاقد مع ورثة عدد من كبار الكتاب لإصدار أعمالهم الكاملة، ومنهم عبد الرحمن الشرقاوى وصلاح عبد الصبور وصلاح جاهين. وقال أصلان، إن عمال المطابع بالهيئة العامة للكتاب من حقهم أن يطالبوا بتحسين أحوالهم، لكن كان يجب أن يفعلوا ذلك بأسلوب أرقى، مضيفاً أنه لا يرضى بالاعتداء على أى مسئول بحجة المطالبة بحقوق ما. وتوقع أصلان، أن يصر مجاهد على استقالته، على الرغم من أن وزير الثقافة الدكتور عماد أبو غازى أكد أنه لن يقبلها. وذكر أصلان، أن إرجاء اجتماع اللجنة العليا لمكتبة الأسرة إلى أجل غير مسمى لا يعنى استقالته أو أى من أعضاء تلك اللجنة الذين اختارهم بنفسه بعد أن كلفه الوزير أبو غازى والدكتور مجاهد برئاستها، لافتاً إلى أنه وهؤلاء الأعضاء مكلفون بعمل محدد وسنستكمله ما لم يتقرر إلغاء تكليفنا، وموضحاً أنه من المتعذر عقد اجتماع اللجنة العليا لمكتبة الأسرة فى ظل عدم وجود رئيس للهيئة العامة للكتاب، لأنه هو الذى يوجه بتنفيذ ما نقرره فى اجتماعاتنا. وكان مكتب وزير الثقافة أعلن -فى بيان صحفى اليوم- أن الدكتور أحمد مجاهد قدم استقالته رسمياً من منصبه بعد أن تظاهر ضده عدد من عمال الطباعة يوم الخميس الماضى بدعوى عدم صرف مكافأة مالية لهم عن الدورة الأخيرة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب والتى كان مقرراً افتتاحها يوم 29 يناير الماضى وألغيت بسبب أحداث الثورة. وجاءت استقالة مجاهد بعد نحو ستة أشهر على توليه منصبه، وعشية افتتاح معرض للكتاب تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب بالتعاون مع اتحاد الناشرين المصريين فى الإسكندرية ويبدأ غداً الاثنين. ونسبت تصريحات صحفية إلى وزير الثقافة الدكتور عماد أبو غازى تأكيده أنه لن يقبل استقالة مجاهد، وأنه سيخاطب مجلس الوزراء لحل مشاكل عمال المطابع فى الهيئة المصرية العامة للكتاب، خصوصا مشكلة عدم تثبيت كثير منهم فى وظائفهم التى يشغلونها بعقود مؤقتة. وذكر مجاهد فى كتاب استقالته أنه راضٍ تماماً عما أنجزه للهيئة فى الشهور القليلة الماضية، لكنه من المستحيل عليه مواصلة التطوير الحقيقى الذى ينشده فى ظل هذا المناخ، ومن ثم فلا مبرر مطلقاً لبقائه فى موقعه. وواجه مجاهد احتجاجات مماثلة فور توليه منصبه، لكن الوزير أبو غازى نجح فى احتوائها حينها.