قالت صحف أمريكية اليوم إن اعتذار إسرائيل لتركيا بتدخل من الرئيس باراك أوباما منح الأخير "نقاطا سياسية" تصب في إطار نجاح جولته بالشرق الأوسط. وأشارت الصحف إلى أن زيارة أوباما إلى الشرق الأوسط غلب عليها الطابع الحميمي لإعادة الود مع إسرائيل ومحاولة دفع عملية السلام، لكن أوباما حقق نجاحا سياسيا آخر بالمصالحة بين إسرائيل وتركيا. واعتبرت الصحف أن اعتذار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لنظيره التركي رجب طيب أردوغان والتي تمت في المطار قبل مغادرة أوباما إلى الأردن "ذات أهمية استراتيجية كبيرة" لافساح مجال للتعاون مع الحليفين الكبيرين لواشنطن في الملفات المشتركة مثل سوريا و إيران. ووصفت صحيفة "الواشنطن بوست" الاعتذار الإسرائيلي ب"الخطوة المهمة للغاية" حتى وإن كانت رمزية ، مشيرة إلى أنها قد تكون مؤشرا لتطور في عملية السلام الاسرائيلية - الفلسطينية حيث أن استجابة نتنياهو للضغوط الأمريكية في هذا الشأن قد تمهد لاستجابته للمطالب الأمريكية في الملف الفلسطيني، بعكس الفترة الماضية التي كانت العلاقة فيها بين أوباما ونتنياهو مضطربة. واتفقت وسائل الإعلام الأمريكية على أن أوباما نجح في استعادة الثقة والود مع القيادة والشعب في إسرائيل، وهو الهدف الأول للزيارة، حيث أفردت صحيفة ال"نيويورك تايمز" تقريرا عن تأثير استخدام أوباما للغة العبرية خلال زيارته إسرائيل ودورها في كسب ود وتأييد الاسرائيليين. الصحيفة الأمريكية اهتمت هي الأخرى بالإعتذار الاسرائيلي لتركيا، ووصفت البلدين بالحليفين المهمين للولايات المتحدة، وقالت إن الاعتذار يفتح الباب أمام تعاون أكبر بين أنقرة وتل أبيب واللذين "تجمعهما مصالح اقتصادية وأمنية عديدة، بحسب "نيويورك تايمز". كما تناولت الصحف الأمريكية مباحثات أوباما والملك عبد الله عاهل الأردن حول الأزمة السورية، منوهة بتعهد أوباما بتقديم 200 مليون دولار مساعدات للأردن للتعامل مع أزمة اللاجئين. وأعلنت الحكومة التركية في بيان أصدرته أمس ، تقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتذارا لتركيا، خلال إجرائه مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان. وأوضح البيان الذي وصل الأناضول نسخة منه قبول أردوغان، باسم الشعب التركي، اعتذار نتنياهو، عن الهجوم على سفينة مرمرة. وبحسب بيان الحكومة، فقد أبلغ نتنياهو أردوغان، عن سماح إسرائيل باستمرار تدفق البضائع والسلع الغذائية إلى الأراضي الفلسطينية دون توقف، ما دام الهدوء مستمرا، الأمر الذي يعني أن الحظر المفروض على قطاع غزة قد تم رفعه. وبناء على ذلك تكون الحكومة الإسرائيلية قد وافقت على شروط الحكومة التركية من أجل إعادة العلاقات بين البلدين. وكانت سفينة "مافي مرمرة"، التي انطلقت من تركيا إلى غزة عام 2010، بهدف كسر الحصار المفروض عليها، تعرضت لهجوم من جانب قوات إسرائيلية أسفر عن مقتل تسعة من النشطاء الأتراك، وأدى إلى توتر العلاقات بين تركيا وإسرائيل.