كشف الاستبيان الذي أجرته بي دبليو سي(PwC)حول الابتكار في منطقة الشرق الأوسط عن تنامي اهتمام شركات المنطقة بالاستفادة من الابتكار في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضىبما يساعدها على تحقيق أهداف العمل والنمو المستدام.كما أكد الاستبيان على الحاجة المُلحّة لكافة المؤسسات أن تعتمد على نفسها في قيادة محركات الابتكار والتنمية في مقابل النماذج التقليدية االتي اعتمدت على مبادرات الابتكار الشاملة التي كانت تطلقها حكومات دول المنطقة وتتجاوب معها هذه المؤسسات. وعلى الرغم من طموحات النمو الكبيرة التي تعانق مختلف الشركات في منطقة الشرق الأوسط، فلا تزال هذه الشركات في حاجة ماسة إلى مزيدٍ من الثقة والإيمان بقدرتها الحقيقية على استنباط الأفكار المبتكرة المفيدة لها. أذ ترى 26% من الشركات المشاركة في الاستبيان أنها راضية عن جهودها الناجحة في دعم الابتكار، وتشير هذه النسبة إلى أنه من بين الشركات المشاركة في الاستبيان لا يوجد منها سوى الربع التي تتمتع بثقة في إحداث تعديلات جوهرية على نماذج التشغيل المطبقة لديها، وكذلك تزعّم الجهود الداعمة للابتكار في قطاع العمل. النمو و"الموجة الجديدة" الابتكار والنمو عاملان متلازمان لا ينفصلا عن بعضهما. ولما كان الاقتصاد العالمي قادراً على التغلب على مشكلات الديون في منطقة اليورو، فقد أصبح لزاماً على الشركات بمنطقة الشرق الأوسط أن تحقق أقصى استفادة ممكنة من الفرص المتوفرة واستغلال ظروف السوق بما يساعدها على التعافي والنمو بوتيرة أسرع. لقد أدت الموجة الجديدة من الابتكار في مجال التكنولوجيا وما صاحب ذلك من الاهتمام بالبحث والتطوير والإبداع والوسائل التكنولوجية المختلفة مثل الجيل الجديد من الهواتف النقالة الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي على المستوى الإقليمي، وكذلك تزايد الاتصال بالعالم الخارجي، إلى زيادة حس الطموح لدى الشركات في قطاعات الصناعة المختلفة والبنى التحتية في جميع أنحاء المنطقة. التغيرات الرئيسية في المستقبل أوضحت نتائجالاستبيان أن 91% من الشركات المشاركة تتوقع حدوث تغيير في استراتيجياتها المتعلقة بالنمو خلال الاثني عشر شهراً القادمة،ويتوقع حوالي 0.4% من هذه النسبة حدوثتغييررئيسي في هذه الاستراتيجيات. كما ترى الأغلبية العظمى من هذه الشركات بما يعادل 80% أنها تتوقع تأسيس مشروعها الاستثماري القائم على الابتكار، بينما يرى أكثر من نصف هذه الشركات (57%) أنها تتوقع حدوث تغيرات مفاجئة أو جذرية من ضمنها الابتكار في نماذج التشغيل الفني والتجاري. إن الشركات في منطقة الشرق الأوسط تسير على درب التجديد والابتكار.فقد يتفاوتمستوى التغيير في النماذج التجارية والمنتجات والخدمات بين درجات قليلة لبعض الشركات وتغيرات جذرية لشركات أخرى. وقال أنيل كورانا، شريك رئيسي في قسم منتجات وخدمات المستهلكين والقطاع الصناعي لدى بي دبليو سي(PwC)الشرق الأوسط وعضو لجنة الاستراتيجية والابتكار العالمية لدى بي دبليو سي:"يجب على الشركات والحكومات على حدٍ سواء أن تدركا أهمية "الموجة الجديدة" من الابتكار وأن تبادرا سريعاً باغتنام الفرص العديدة السانحة في منطقة الشرق الأوسط. فالشركات التي تسعى إلى تحقيق النمو الهائل يتعين عليها رسم استراتيجية واضحة للابتكار مع التركيز على اهتمامات العملاء ووضع هيكل تنظيمي مرن وخطة للحوافز بشأن الابتكار. وللحكومات دور أيضاً في تهيئة البيئة المواتية للابتكار من خلال حماية حقوق الملكية الفكرية ومكافأة المبتكرين والحد من معوقات البيروقراطية ودعم القطاعات الاقتصادية". يزداد معدل نمو الشركات التي نجحت بجهودها في دعم الابتكار بأربعة أضعاف مقارنةبمثيلاتها الأقل نجاحاً في بذل مثل تلك الجهود. كما و يسلط تحليل بي دبليو سي للارتباط والانحدار الضوء على المعايير التي يمتاز بها المبتكر "الناجح" عن غيره من المبتكرين حيث أوضحت النتائج أنه على الرغم من توافر المعلومات حول الابتكار وتداولها على نطاق عريض، فهناك اختلافات جوهرية بين المبتكر الناجح والمبتكر الأقل نجاحاً.و ترى دراسةبي دبليو سي أن الشركات الأقل نجاحاً تفتقد إلى ستة عوامل أساسية هي:
1. استراتيجية للابتكار 2. تخصيص الأموال اللازمة للابتكار 3. التركيز على اهتمامات العميل 4. العمل المشترك أو المساهمة في التطوير مع الشركاء 5. ثقافة الابتكار 6. قياس الأداء والنتائج